الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (٦٨) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: ٦٨، ٦٩] إلا وكان وحي الله وإلهامه إياها أن تفعل ما أمرها به كمثل قوله عزَّ وجلَّ في الأرض: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (٤) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} [الزلزلة: ٤، ٥] ووحيه لها إلهامه إياها ما شاء أن يلهمها إياه حتى يكون منها ما أراد الله عزَّ وجلَّ أن يكون منها .... وساق كلامًا آخر فليراجعه من شاء.
قال شيخنا: وتشغيب الجهلة القاصرين على هذا الحديث كان ولا يزال في عصرنا وقبل عصرنا، وقد تصدَّى اثنان من أعلام العلماء لجهلهم، وهما: الشيخ العلامةُ، أحد أعيان المحدثين بالديار المصرية، أبو الأشبال أحمد بن محمد شاكر - رحمه الله - والآخر هو شيخنا حسنة الأيام، إمام أهل الشام أبو عبد الرحمن ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى وسأثبت نص كلامهما لنفاسته، جزاهما الله خيرًا.
قال الشيخ أبو الأشبال في "تخريج المسند"(١٢/ ١٢٤ - ١٢٩ / رقم ٧١٤١):
"وهذا الحديث مما لعب به بعض معاصرينا، ممن علم وأخطأ، وممن علم وعمد إلى عداء السنة، وممن جهل وتجرأ:
فمنهم مَنْ حمل على أبي هريرة، وطعن في رواياته وحفظه. بل منهم من جرؤ على الطعن في صدقه فيما يروي! حتى غلا بعضهم فزعم أن في "الصحيحين" أحاديث غير صحيحة، إن لم يزعم أنها لا أصل له! بما رأوا من شبهات في نقد بعض الأئمة لأسانيد قليلة فيهما، فلم يفهموا اعتراض أولئك المتقدمين، الذين أرادوا