قال شيخُنا: هذا الحديث دليلٌ على كراهيةِ النَّاسِ للموتِ، لا فرق بين مؤمنهم وكافرهم في ذلك، وهذا ظاهرٌ في قول عائشة - رضي الله عنها -؛ "كلنا يكره الموت".
أمَّا المؤمنُ، فلقوله تعالى في الحديث الإلهي، الذي أخرجه البخاريُّ (١١/ ٣٤٠ - ٣٤١)، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: "من عادى لي وليًّا .. " وفي آخره: "وما ترددتُ عن شيء أنا فاعلُهُ ترددي عن قبض نفس المؤمن، يكرهُ الموتَ، وأنا أكرهُ مساءته". فكراهية الكافر للموت إذن من باب أولى.
وإنما نبَّهتُ على هذا المعنى -مع وضوحه-، لأن الشيخَ محمد الغزالي أعلَّ حديثًا في "الصحيحين" بسبب غفلته عن هذا المعنى.
فقد قال في كتابه الأبتر:"السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث"(ص ٢٦ - ٢٧): "وقد وقع لي وأنا بالجزائر أن طالبًا سألني: أصحيحٌ أن موسى عليه السلام فقأ عينَ مَلَكِ الموت عندما جاء لقبض روحه بعدما استوفى أجله؟
= يشيرُ إلى حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، مرفوعًا: "جاء مَلَكُ الموت إلى موسى - عليه السلام -، فقال له: أَجِبْ ربَّكَ. قال: فَلَطَمَ موسى - عليه السلام - عين ملك الموت ففقأها. قال: فرجع الملك إلى الله تعالى، وقال: إنَّك أرسلتني إلى عبدٍ لك لا يريد الموت، وقد فقأ عيني. قال: فردّ الله إليه عينه، وقال: ارجع إلى عبدي، فقال: الحياةَ تُريد؟ فإنْ كنتَ تريدُ الحياةَ فضع يَدَكَ على متن ثورٍ، فما