للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

توارت يدُك من شعرةٍ فإنك تعيشُ بها سنة، قال: ثم مَه؟ قال: ثم تموت، قال: فالآن من قريب .. الحديث". وقد قال الغزالي: وقد جادل البعض في صحته. وهذا كذبٌ فاضحٌ، فما نعلم أحدًا أعلَّ هذا الحديث، وإن كان صادقًا فليسمّ لنا مَنْ هذا البعضُ؟! =

.. ثم قال بعد كلام: "وعدتُ لنفسي أفكرُ إن الحديثَ صحيحُ السند، ولكن متنه يثيرُ الريبة إذ يفيد أن موسى يكره الموت، ولا يحبُّ لقاء الله بعدما انتهى أجله، وهذا المعنى مرفوضٌ بالنسبة للصالحين من عباد الله، كما جاء في الحديث الآخر: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه" فكيف بأنبياء الله؟ وكيف بواحد من أولي العزم؟

إنَّ كراهيته للموت بعد ما جاء ملكه أمرٌ مستغربٌ؟ ثم هل الملائكة تعرض لهم العاهات التي تعرضُ للبشر من عمى وعورٍ؟

ذاك بعيدٌ، قلتُ: لعلَّ متن الحديث معلول!!

.. ثم قال بعد كلام: "والعِلَّةُ في المتن يُبصِرُها المحققون، وتخفى على أصحاب الفكر السطحي"!!. اهـ.

هذا كلامُهُ كلُّهُ!!

والرجلُ بصرُهُ بالسنَّةِ كليلٌ، وهو صاحب دعوى أعرض من المشرقين، لأنه قال (ص ٢٤): "والفقهاء المحققون إذا أرادوا بحثَ قضيةٍ ما جمعوا كل ما جاء في شأنها من الكتاب والسنة، وحاكموا المظنون إلى المقطوع، وأحسنوا التنسيق بين شتى الأدلة؛ أمَّا اختطاف الحكم من حديثٍ عابرٍ، والإعراض عما ورد في الموضوع من آثار أخرى فليس من عمل العلماء". اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>