إنَّ عليّ بنَ المدينيّ يُحَدِّثُ، عن الوليد ابنِ مسلم، عن الأوزاعيّ، عن الزهريّ، عن أنس، عن عُمر:"كِلُوُهُ إلى خالقه".
فقال أبو عبد الله: كَذِبٌ. حدثنا الوليدُ مرتين، ما هو هكذا، إنما هو:"كِلُوهُ إلى عالمه".
قلتُ لأبي عبد الله:
إن عباسًا العنبريّ، قال: لمَّا حدّث به بالعسكر، قلتُ لعلي بن المديني: إنَّهم قد أنكروه عليك؟
فقال: حدَّثتُكُم به بالبصرة، وذكر أن الوليد أخطأ فيه، فغضب أبو عبد الله، وقال: فنعم! قد عَلِمَ -يعني: علي بن المديني- أنَّ الوليدَ أخطأَ فيه، فَلِمَ أرادَ أنْ يُحَدِّثَهم به؟ يُعطيهم الخطأ؟ وكَذَّبهُ أبو عبد الله.
وقد ذكرَ أبو بكر المروزيّ - رحمه الله - أنَّهُ لمَّا كان أيام المحنة، أحضر عليّ ابن المدينيّ عند ابن أبي داود، فقال له ابنُ أبي داود:
ما تقولُ في القرآن؟ فحدثه عليٌّ بحديث عُمر:"فَكِلُوُهُ إلى ربِّه"، ففرح بذلك ابنُ أبي داود وقبلَ رأسَ عليٍّ.
وذكر الخطيبُ (١١/ ٤٧٠): أنَّ أبا إسحاق الحربيّ سُئلَ: أكان عليّ ابنُ المديني يُتَّهمُ بشيءٍ من الكذب؟