فقال: لا , إنما كان حدَّث بحديثٍ، فزاد في خبره كلمة ليُرضي بها ابنَ أبي داود.
فقال شيخُنا:
فحاشا لله أنْ يزيد ابنُ المديني من عند نفسه عامدًا، وإنما أخطأ الوليد بنُ مسلم في هذه اللفظة، كما قال ابنُ المديني، وأقرَّه أحمدُ.
وإنما قال ابن المديني ما قال تقيَّةً لا عقيدةً، فأنكر عليه الإمامُ أحمد أشدّ الإنكار، وَهَجَرَهُ، وبدَّعَهُ، وكذَّبَهُ فيما روى.
وهذا كان مذهبًا لأحمد، اجتهد فيه، أملاهُ عليه جسامةُ الخطب بالفتنة الملعونة التي فرَّقت بأن العلماء، وكثيرًا ما ينفسخُ عزمُ القلب في المحن، والثابتُ على الحقِّ من ثبَّتَهُ الله تعالى.
وكان عليّ بنُ المديني ضعيفًا على المحنة، فقد قال عليّ بنُ الحسين ابن الوليد: حين ودَّعْتُ علي بنَ المدينيّ، قال:
بَلِّغ أصحابي عنِّي أن القوم كفارٌ، ضُلَاّلٌ، ولم أجد بُدًّا من متابعتهم لأني جلستُ في بيتٍ مُظلِمٍ ثمانية أشهر، وفي رجلي قيدٌ ثمانية أمنان حتى خفتُ على بصري، فإن قالوا: يأخذ منهم، وقد سُبِقْتُ إلى ذلك، فقد أخذَ من هو خيرٌ منِّي.
ولكن ذكر الذهبيَّ في "السير" أنَّها حكايةٌ منقطةٌ.
وذكر ابنُ عمَّار أنَّ ابنَ المدينيّ، قال:
ما في قلبي مما قلتُ وأجبتُ إليه شيءٌ، ولكني خفتُ أنْ أُقتلَ، قال: وتعلم ضعفي، وأني لو ضربتُ سوطًا واحدًا لمُتُّ. اهـ.
فهذا عُذْرُ عليّ بن المدينيّ رحمه الله، وقد ترخص مثلما ترخَّص عمَّار بنُ