ومع ما قاله أحمد، فإنه روى عن عليٍّ في "مسنده" نيِّفًا وستين حديثًا، وهذا يدفعُ ما ذُكِرَ عن عبد الله بن أحمد، قال:
كان أبي حدَّثنا عنه، ثم أمسك عن اسمه، ويقولُ: حدثنا رجلٌ، ثم تركَ حديثه بعد ذلك.
وعلَّق الذهبيُّ على هذا بقوله:
"بل حديثُه عنه في "مسنده"، وقد تركه إبراهيم الحربيُّ، وذلك لميله إلى أحمد بن أبي داود، فقد كان مُحسنًا إليه، وكذا امتنع مسلمٌ من الرواية عنه في "صحيحه" لهذا المعنى، كما امتنع أبو زرعة، وأبو حاتم من الرواية عن تلميذه محمد -يعني: البخاري- لأجل مسألة اللفظ". اهـ.
وبالجملة: فابنُ المديني إمامٌ ثقةٌ جبلٌ، عظمت عليه المحنةُ بكلام أحمد فيه، فرضي الله عنهما وغفر لنا ولهما، وإني أدينُ الله - عز وجل - بحبهما وأمثالهما من السلف. فلله الحمدُ على ما أنعم، ووفق وألهم.
وسُئلَ الدارقطنيُّ كما في "العلل"(٢/ ١٢٠) عن حديث عُمر بن الخطاب هذا، فقال:
"من روى هذا الحديثَ "فَكِلُوُهُ إلى خالقه" فقد وَهِمَ، وقال ما لم يقُلْهُ أهلُ الحديث، فإنَّه لا يُعرَف فيه إلا قولُهُ: "فكلوه إلى عالمه". أو "كلوا علمه إلى الله - عز وجل -، أو فدعوه". اهـ.