هكذا مرسلًا؛ وهو اختيارُ البخاريّ، ويحيى بن يحيى في الموطأ وغيرُهم.
قال الدارقطنيُّ في "العلل"(١٧١) أن أصحاب الموطأ رووه عن مالك مرسلًا، منهم معن بنُ عيسى والقعنبيُّ والشافعيُّ ويحيى بنُ بكير وغيرهم.
فيُفهم من كلامه أنه يرجح المرسل، وكذلك إيراده في "التتبع" يدلُّ على ذلك. فرد عليه الحافظُ في "مقدمة الفتح"(٣٧٣)، قائلًا: بل ظاهر رواية البخاري الوصل فإن أوله وإن كان صورته صورةُ المرسل، فإن بعده ما يصرِّحُ بأن الحديث لأسلم، عن عُمر، ففيه بعد قوله: فسأله عُمر عن شيء فلم يُجِبْه، فقال عُمر: نزرت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات، كلُّ ذلك لا يجيبك، قال عُمر: فحركتُ بعيري .. وساق الحديث على هذه الصورة حاكيًا لمعظم القصة عن عُمر فكيف يكونُ مرسلًا؟ هذا من العجب. انتهى.
وسبقه إلى هذا ابنُ عبد البر، فقال: هذا الحديث عندنا على الاتصال، لأن أسلم رواه عن عُمر، وسماعُ أسلم من مولاه عُمر - رضي الله عنه - صحيحٌ، لا ريب فيه. انتهى).
(تخريج المرسل: خ، ط، هق دلائل. تخريج الموصول: ت، س كبرى، حم، حب، الإسماعيلي، البزار، يع، بغ أبو القاسم، ابن عبد البر، بغ تفسير)(تنبيه ١٢ / رقم ٢٥١٨).
٢٠٤/ ٩ - (إنَّ هذا لهو التَّكلُّف يا عُمر!. قوله:"نهينا"، أي: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "التكلف"، قال في النهاية: أراد كثرة السؤال والبحث عن الأشياء الغامضة التي لا يجب البحث عنها).
(رواه يزيد بنُ هارون، عن حميد الطويل، عن أنس - رضي الله عنه -، أَن عُمر بنَ الحطاب - رضي الله عنه -