العلم. وقال ابنُ المبارك: أحبُّ إليَّ أن يُكَفَّنَ في ثيابه التي كان يُصلِّي فيها. وقال أحمد وإسحاق: أحبُّ الثياب إلينا أن يُكفَّنَ فيها البياض. ويُستحبُّ حسنُ الكفَن. اهـ.
قال شيخُنا -رضي الله عنه-: المحفوظ أن الحديث يرويه: ابنُ خثيم، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس؛ كما مرَّ ذكره. قال البزار: وهذا الحديث قد روي عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من غير وجهٍ، وهذا الإسناد من أحسن إسنادٍ يروى في ذلك عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. اهـ.
وقال الترمذيُّ: حسنٌ صحيحٌ. وقال الحاكمُ في الموضع الأول: صحيحٌ على شرط مسلم. وقال في الموضع الثاني: صحيحُ الإسناد. وصحَّحهُ ابنُ القطَّان كما في التلخيص الحبير ٢/ ٦٩.
قلتُ: وإسناده جيِّدٌ. لكن قال النسائيُّ عَقِبَهُ:"عبد الله بنُ خثيم: ليِّنُ الحديث". وهذا تليين هيِّنٌ مِن مِثل النسائي، فمن عَرِف شِدته في أحكامه ظهر له أن يقصد بهذه العبارة أنه ليس من الأثبات المتقنين، بدليل أنه وثقه في رواية أخرى. وكذلك وثقه ابنُ معين، وزاد: حجة. والعجليُّ وابنُ حبان، وابنُ سعدٍ، وزاد: له أحاديثُ حسنةٌ. وقال أبو حاتم: ما به بأسٌ، صالحُ الحديث. وقال ابنُ عديّ: هو عزيزُ الحديث، وأحاديثه حسانٌ مما يجب أن يكتب. أما عليّ بنُ المدينيّ، فقال: مُنكرُ الحديثِ. فقد نقل النسائيُّ في سننه ٥/ ٢٤٨ مقالةَ ابنِ المدينيّ، ثم قال: كأنَّ عليّ بن المدينيّ خُلِقَ للحديث. ولا أدري أقالها مستنكرًا أم مُثنيا؟ مع أنه يلوح لي أنه قصد الثناء، وقد قال النسائيُّ: يحيى بنُ سعيد القطَّان لم يترك حديث ابن خثيم، ولا عبدُ الرحمن، إلا عليّ بن المديني، قال: ... فذكره.
أمَّا الطحاويّ - رحمه الله -، فمع رخاوة نَفَسِهِ في الجرح، فإنَّه اشتد في حُكمه على