عثمان بن عفان، قال: .. فذكره. فقال عُمر: تأمروني! وهذا يحدثني عن عثمان ابن عفان؟ فَجَلَدَهُ، وردَّ إليه امرأتَهُ).
(صحيحٌ. وفيه إثبات سماع الزهري من أبان بنِ عثمان.
قال شيخُنا - رضي الله عنه -: قال ابنُ أبي حاتم في المراسيل ص ١٩١، ١٩٢: قال أبي: "لم أختلف أنا وأبو زرعة وجماعةٌ مِنْ أصحابنا أنَّ الزهريَّ لم يسمع مِنْ أبان ابنِ عثمان شيئًا، وكيف سمع مِنْ أبان، وهو يقول: بلغني عن أبان؟ قيل له: فإنَّ محمد بنَ يحيى النيسابوري يقول: قد سمع. قال: محمد بنُ يحيى كان بابُهُ السلامة!!.
ونقل أيضًا عن أبيه، قال: الزهري لم يسمع مِنْ أبان بنِ عثمان شيئًا، لا أنه لم يدركه، قد أدركه، وقد أدرك مَنْ هو أكبرُ منه، ولكن لا يثبتُ له السماعُ منه، كما أنَّ حبيب بنَ أبي ثابت، لا يثبت له السماع مِنْ عُروة بنِ الزبير، وقد سمع ممن هو أكبر منه، غير أنَّ أهلَ الحديث قد اتفقوا على ذلك، واتفاق أهل الحديث على شيءٍ، يكون حُجَّةً. اهـ.
قلتُ: رضي الله عنك! فالجوابُ عمَّا ذكرتَهُ مِنْ وُجُوهٍ:
الأول: أَن أهل الحديث إذا اتفقوا على الشيء يكون حُجَّة، فنعم، ولكن كيف يكون إجماعًا، وقد خالف فيه محمد بنُ يحيى الذُّهلِيّ، وكانت له عنايةٌ خاصةٌ بمرويات الزهري، وكتابُهُ "علل حديث الزهرى" والمعروف باسم: "الزهريات" مِنْ الشهرة بمكان، وقد أظهر فيه علمًا جمًّا، حتى قال أحمد بنُ حنبل: "ما قدم علينا رجلٌ أعلم بحديث الزهري مِن محمد بنِ يحيى".
وقيل ليحيى بنِ معين لِمَ لا تجمع حديث الزهري؟ فقال: "كفانا محمد بنُ يحيى جمع حديث الزهري".