للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن أبان، فكلاهما مدنيٌّ. فكما أنَّ العلماء قد يثبتون الاتصال بين الراويين بسكني البلد الواحد، فإنهم أيضًا يحكمون بالانقطاع بينهما باختلاف بلديهما.

أقولُ هذا مع أنَّ الكوفيين صحّحُوا حديثَ: حبيب بنِ أبي ثابت، عن عروة ابنِ الزبير، عن عائشةَ: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قبَّل بعضَ نسائه، ثم خرجَ إلى الصلاة، ولم يتوضأ. قال عُروة: قلتُ لها: ما هي إلا أنتِ؟ قال: فضحكت.

أخرجه د ١٧٩، ت ٨٦، ق ٥٠٢، حم ٦/ ٢١٠، ش ١/ ٤٤، وإسحاق بنُ راهويه في المسند ٥٦٦، وابنُ جرير في تفسيره ٩٦٣٠، قط ١/ ١٣٧ - ١٣٨، هق ١/ ١٢٥ - ١٢٦، وابنُ المنذر في الأوسط ١٥ من طريق وكيع بن الجراح: ثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابتٍ به.

قال ابنُ عبد البر في الاستذكار ٣/ ٥٢: "صحَّحَ هذا الحديث الكوفيون وثبَّتُوه، لرواية الثقات من أئمة الحديث له. وحبيبٌ لا يُنكرُ لقاؤه عُروة، لروايته عمَّن هو أكبرُ من عُروة، وأقدمُ موتًا". وقد نقل الترمذيُّ عن البخاريّ مثل مقالة أبي حاتمٍ.

الرابع: أنني وقفتُ على نصٍّ جليلٍ في تصحيح سماع الزهريّ من أبان.

فقد قال أبو زرعة الدمشقيّ في تاريخه ١/ ٥٠٨ - ٥١٠: "وأنكر بعضُ أهل العلم أنَّ يكون ابنُ شهاب سمع مِن أبان بن عثمان بن عفان. فذكرتُ ذلكَ لعبد الرحمن ابن إبراهيم، فدم ينكر لقاءه. وقال لي: عُمر بنُ عبد العزيز ولَّى أبان بنَ عثمان ابن عفان على المدينة، والزهريّ في صحابة عُمر بنِ عبد العزيز بالمدينة.

ثم قال أبو زرعة: حدثني آدم، قال: ثنا ابنُ أبي ذئب، ... فذكر الحديث بسنده ومتنه كما تقدم، ثم قال أبو زرعة: فهذه مشاهدةٌ وسماعٌ صحيحٌ، ثم نظرنا فوجدنا أمثالَ ابنِ شهاب قد سمع مِن أبان بنِ عثمان، وسمعَ منه مَنْ هو دونه في السنِّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>