للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إني حمدت رب بمحامد: "أخبرني الأسود" فلم يعتمد على المبارك في ذلك. اهـ.

ونقل المزيُّ في تهذيب الكمال ٣/ ٢٢٢ عن أبي عبد الله بن منده، أنه قال: لا يصح سماع الحسن منه. ورأيتُ في معجم الصحابة لابن قانع ج ٨ / ق ١٢٨/ ١ في ترجمة عتبة بن غزوان، أن ابنَ قانع قال: لم يدرك الحسن - أيضًا - الأسود بن سريع. وساق الحافظُ ابن حجر في التهذيب ١/ ٣٣٩ بعض الروايات في وفاة الأسود ابن سريع، ثم قال: وكل هذا يدل على أن الحسن وأقرانه لم يلحقوه. اهـ.

قلتُ: كذا تتابعوا على نفي السماع، وأظهرهم حُجَّةً في ذلك هو عليّ بنُ المدينيّ -رحمه الله-، وأنه استدل على نفي السماع بأن الأسود بنَ سريع خرج من البصرة لما كان الحسن بالمدينة، فلما قيل له: إن المبارك بن فضالة يروي عن الحسن، قال: ثنا الأسود، فلم يعبأ بهذا التصريح، ومعه حقٌّ في ذلك، لأن المبارك يضعف من قبل حفظه ولا يعتمد على مثله في مباحث الاتصال، ومعنى هذا أنه لو روى عن الحسن أحد الثقات، فذكر التصريح بالتحديث لقَبِلَهُ عليّ بنُ المدينيّ، كما قبل حديث الحسن عن أبي بكرة وتقدم ذكره. فقد وجدتُ سندًا صحيحًا فيه تصريح الحسن بالسماع من الأسود.

فأخرج النسائيُّ. . . ثم ذكر شيخُنا الإسناد والمتن كما تقدم، وقال:

قلت: وشيخ الحاكم ترجمه الذهبيُّ في السير ١٦/ ٢٣ - ٢٤، وقال: الإمام رئيس نيسابور. . . أحد البلغاء والفصحاء، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ويظهر أنه متماسك. والفضل بنُ محمد الشعرانّي، قال ابنُ أبي حاتم في الجرح والتعديل ٣/ ٢ / ٦٩: كتبتُ عنه بالرَّي، وتكلَّموا فيه. وقال ابنُ الأخرم: صدوقٌ غال في التشيع. وقال الحاكم: ثقةٌ مأمون، لم يُطعن في حديثه بحُجَّة. أما الحسين القبانيُّ فرماه بالكذب، فتعقبه الذهبيُّ في السير ١٣/ ٣١٩، فقال: بالغ. فهذا عاضدٌ،

<<  <  ج: ص:  >  >>