يتفقَّهُوا، فكلُّ فقيهٍ فيهم قاريءٌ، وليس كلُّ قاريءٍ فقيهَا.
فإن استَوَوْا في القراءة والسُّنَّةِ، قال:"فأَقْدَمُهُم هجرةً" فإن الهجرةَ اليومَ منقطعةٌ، غير أنَّ فضيلتَها مَوروثةٌ، فمَنْ كانَ مِنْ أولاد المهاجرين، أو كان في آبائه وأسلافه مَنْ له سابقةٌ في الإسلام والهجرة، فهو أولى ممَّنْ لا سابقةَ لأحدٍ مِنْ آبائه وأسلافه، فإن استووا فالأكبرُ سِنًّا أولى، لأنه إذا تقدَّمَ أصحابَهُ في السِّنِّ، فقد تقدَّمهم في الإسلام.
قوله:"ولا يُؤَمُّ الرَّجُلُ في سُلْطانه" قيل: أراد به في الجمعات والأعياد. والسلطانُ أولى لتَعَلُّقِ هذه الأمور بالسلاطين، فأما الصلواتُ المكتوباتُ، فأعلمهم أولاهم، وقيل: السلطانُ أو نائبه إذا كان حاضرًا، فهو أولى من غيره بالإمامة، وكان أحمد يرى الصلاةَ خلف أئمةِ الجورِ، ولا يراها خلفَ أهلِ البدَعِ، ويُروى:"ولا يُؤَمُّ الرَّجُلُ في بيته ولا في سُلطانه"، وأراد به أن صاحبَ البيت أولى بالإمامةِ إذا أقيمتِ الجماعةُ في بيته، وإن كانت الخصالُ في غيره إذا كان هو يُحسِنُ من القراءة والعلم ما يقيمُ به الصلاة". اهـ. التسلية / ح ٥٨.
فصلٌ فيه متابعاتٌ لإسماعيل بنِ رجاء: تابعه أبو إسحاق السبيعيُّ:
٧٧٧/ ١٦ - (يَؤُمُّ القومَ أقرَؤُهُم لكتابِ الله).
(رواه: سفيان الثوريُّ، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أوس بن ضَمْعَج، عن أبي مسعودٍ مرفوعًا به). (وسندُهُ صحيحٌ. وذكر المزيُّ في التهذيب ٣/ ٣٩٠ أبا إسحاق السبيعي في الرواة عن أوس بن ضمعج.
ثم قال شيخُنا - رضي الله عنه -: ويحتمل أنْ يكون أبو إسحاق ليس هو السبيعيّ،