الله تعالى، فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرضُ سوء. فانطلق حتى إذا نَصَفَ الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكةُ الرحمة وملائكةُ العذاب. فقالت ملائكةُ الرحمة: جاء ربَّه تائبًا مقبلًا بقلبه إلى الله تعالى، وقالت ملائكةُ العذاب: إنه لم يعمل خيرًا، قط. فأتاهم مَلَكٌ في صورة آدمي، فجعلوه بينهم -أي حَكَمًا-، فقال: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى، فهو له. فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكةُ الرحمة).
(عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره). (حديثٌ صحيحٌ)(متفق عليه)(مجلة الهدي النبوي / رجب- شعبان / ١٤٢٥ هـ؛ صحيح القصص / ٨).
٨٩٩/ ١٦ - (لقد عشنا بُرهةً مِنْ دَهْرٍ، وأحدُنا يُؤْتَى الإيمانَ قبلَ القرآن، وتَنزلُ السورةُ على محمد - صلى الله عليه وسلم -، فيتعلَّمُ حلالَها وحرامَها وآمرَها وزاجرَها، وما ينبغي أَنْ يُوقَفَ عندهُ منها كما تتعلَّمُون أنتم اليومَ القرآنَ، ثم لقد رأيتُ اليومَ رجالًا يُؤْتَى أحدُهم القرآنَ قبلَ الإيمانِ، فيقرأُ ما بين فاتحته إلى خاتمته، ولا يَدْرِي ما آمرُه، ولا زاجرُه، ولا ما ينبغي أَنْ يُوقَفَ عنده منهُ، وينتثرُهُ نثرَ الدَّقَل).
(رواه عبيد الله بنُ عَمرو الرقي، عن زيد بنِ أبي أُنَيسة، عن القاسم بنِ عوف الشيبانيّ، قال: سمعتُ عبد الله بنَ عُمر - رضي الله عنهما - يقول: ... فذكره).