فصلٌ: حديث سعيد المقبري، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، مرفوعًا بلفظ: ما من رجلٍ علم علمًا، فسئل عنه فكتمه، إلا جاء يوم القيامة ملجومًا بلجام من نار. أخرجه الدارقطنيُّ، ومن طريقه ابنُ الجوزي في الواهيات ١/ ١٠٤ من طريق داود بن منصور، قال: نا عثمان بن مقسم، عن سعيد المقبري.
وسندُهُ واهٍ جدًّا. وعثمان بنُ مقسم: تالفٌ. قال ابنُ معين: هو من المعروفين بالكذب، ووضع الحديث. وكذّبه الجوزجاني، وتركه يحيى القطَّان، والنسائيُّ، والدارقطنيُّ. وله طرق أخرى عند واهيةٌ عند ابن الجوزي.
وخلاصة القول: أنه لا يثبت من هذه الطرق إلا طريق عطاء، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. والله أعلم.
(رواه: عبد الله بنُ هب، قال: حدثني عبد الله بنُ عيَّاش، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمن الحبليّ، عن عبد الله بن عَمرو - رضي الله عنهما - مرفوعًا). (الحديث صحيحٌ. وهذا الإسناد حسنٌ. قال الحاكمُ: صحيحٌ لا غبار عليه. وقال: وهذا إسنادٌ صحيحٌ من حديث المصريين على شرط الشيخين، وليس له علَّة. اهـ. وقال الزركشيُّ في "الأحاديث المشتهرة"(ص ٥٢): هذا إسنادٌ صحيح ليس فيه مجروحٌ. اهـ. وقال الهيثميُّ في "المجمع"(١/ ١٦٣): "رجاله موثقون". اهـ. أمَّا ابنُ الجوزي فله شأنٌ آخر! حيث قال:"في إسناده عبد الله بنُ وهب الفسويّ. قال ابنُ حبان: دجَّالٌ يضعُ الحديث". اهـ. قلتُ: كذا قالوا! وفي كلام كلِّ واحدٍ منهم نظرٌ، لكنه متفاوت. أما قولُ الحاكمِ "على شرط الشيخين" فليس كذلك، فإنَّ عبد الله بنَ عيَّاش، وأباه، وأبا عبد الرحمن الحبلي: ما احتج بهم البخاريُّ، ولم