وَأُسَوِّدْكَ، وأُزَوِّجْكَ، وأُسَخِّرْ لك الخيلَ والإبلَ، وأَذَرْكَ تَرْأَسُ وترْبَعُ؟ فيقولُ: بلى. قال، فيقولُ: أَفَظَنَنْتَ أَنَّك مُلاقِيّ؟ فيقولُ: لا. فيقولُ: فإني أنساكَ كما نَسِيتَنِي. ثم يلقَى الثانِيَ، فيقولُ: أي فُلْ! ألم أُكْرِمْكَ، وَأُسَوِّدْكَ، وَأُزْوِّجْكَ، وأُسَخِّرْ لك الخيلَ والإبلَ، وأَذَرْكَ تَرْأسُ وتَرْبَعُ؟. فيقولُ: بلى أَيْ ربِّ. فيقولُ: أفظننتَ أنَّك مُلاقِيّ؟ فيقولُ: لا. فيقولُ: فإني أنساكَ كما نَسِيتَنِي. ثم يلقَى الثالثَ، فيقولُ له مثلَ ذلك. فيقولُ: يا ربِّ! آمنتُ بك وبكتابك وبرُسِلِكَ وصَلَّيتُ وصُمْتُ وتَصَدَّقْتُ، ويُثْنِي بخير ما استطاع، فيقولُ: ها هنا إذًا. قال ثم يقال له: الآن نبعثُ شاهِدَنَا عليك، ويتفكَّرُ في نفسه، مَنْ ذا الذي يشهدُ عَلَيَّ؟ فَيُختَمُ علَى فِيِهِ، وَيُقَالُ لِفَخِذِهِ وَلَحْمِهِ وَعِظَامِهِ: انطقي، فَتَنْطِقُ فَخِذُهُ وَلَحْمُهُ وَعِظَامُهُ بعمله، وذلك لِيُعْذِرَ مِنْ نفسه، وذلك المنافقُ، وذلك الذي يَسْخَطُ الله عليه. قوله أي فُلْ: هذا ترخيم، ومعناه: يا فلان. أُسَوِّدْكَ: أي أجعلك سيِّدًا. أَذَرْكَ تَرْأسُ: أي أجعلك رئيس قومك. تَرْبَعُ: أي تأخذ المرباع. والمرباع كان أهل الجاهلية إذا أغاروا فغنموا غنيمةً أعطوا سيدهم ربع ما غنموا، يضيف به الضيف، ويقومُ به على نوائب الحيّ. فهذا المرباع. ها هنا إذًا: معناه قف ها هنا).
(قال مسلم: ثنا محمد بنُ أبي عُمر: ثنا سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: .. فذكره). (صحيحٌ)(م)(الزهد / ٦٨).