مسعر، عن قتادة، عن أنس. أخرجه البزار، وقال: الصواب: عن مسعر، عن زياد. اهـ.
فقال شيخُنا: فكل هؤلاء اتفقوا على جعل الحديث من مسند المغيرة، موافقين مسعرًا في رواية الجماعة عنه، فالأشبه بالأصول أن تكون رواية محمد بن بشر شاذةً.
ولكن يمكن أن يقال: من محمد بنُ بشر من أروى الناس عن مسعر. فقد قال [يعني محمد بن بشر]: فيكان عند مسعر ألف حديث، فكتبتها سوف عشرة".
ولم يكن أحدٌ أثبت بالكوفة منه كما قال أبو داود، ومما يدلُّ على أنه كان له عناية بحديث مسعر، ما رواه أبو نعيم الأصبهاني في "الحلية" (٧/ ٢٢٣)، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، قال: لما خرجنا بجنازة مسعر، جعلتُ أتطاول في الطريق فأقول: يرجعون إليَّ فيسألوني عن حديث مسعر، فلما صرتُ إلى القبر، جاء محمد بنُ بشر العبديّ، فقعد إليَّ، فذاكر عن مسعر بسبعة عشر حديثًا لم أسمع منها إلا حديثًا واحدًا عن عبد الملك بن عمير، عن أبي الصقر، عن عروة، عن عائشة، قالت: ناحت الجنُّ على عُمر. قال أبو نعيم: وكان في ألواحي قد درسَ فذهب فلم أدخله في حديث مسعر، فرجعتُ من الجنازة مستخزيًا كأنما ديكٌ نقرني" اهـ.
وفي "تهذيب الكمال"(٢٤/ ٥٢٣) للمزيّ عن أبي نعيم: "لما خرجنا في جنازة مسعر جعلت أتطاول في المشيّ، فقلتُ: تجيئوني، فتسألوني عن حديث مسعر، فذاكرني محمد بنُ بشر العبديّ بحديث مسعرٍ، فأغربَ عليَّ سبعين حديثًا لم يكن عندي منها إلا حديثٌ واحدٌ". اهـ.
فصاحب مثل هذه العناية الفائقة لا يُنكر علية أن يتفرَّد بأحاديث عن أقرانه؛ لا يشاركونه فيها.