(قال معلي بنُ أسد وإبراهيم بنُ الحجاج: ثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة - رضي الله عنها - به. وقد ورد مثله من حديث: ابن عباس، وأبي هريرة - رضي الله عنهم-). (معلي بنُ أسد، وهو ثقةٌ ثبتٌ. وإبراهيم بن الحجاج النيليّ، وقد وثقه ابنُ حبان والدارقطنيُّ والذهبيُّ، رواه كلاهما مسندًا كما مر بك. وخالفهما عبد الرحمن بنُ مهدي، وهو مَنْ هو، فرراه عن أبي عوانة، عن المغيرة، عن شباك، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: تزوج النبيّ بعض نسائه وهو مُحْرِمٌ. والذي يظهر لي هو صحةُ الروايتين جميعًا، لثقة من روى الوجهين عن أبي عوانة، ولا أرى أن يُعلَّ أحدهما الآخر.
فصلٌ: ورواه: عَمرو بنُ عليّ، عن أبي عاصم النبيل، عن عثمان ابن الأسود، عن ابن أبي مُلَيكةَ، عن عائشةَ - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج وهو مُحْرِمٌ -وفي لفظ صرح فيه بذكر "ميمونة".
قال عَمرو بنُ عليّ: قلتُ لأبي عاصم: أنت أمليتُ علينا هذا من الرقعة ليس فيه "عائشة"؟ قال: دع "عائشة" حتى أنظرَ فيه. انتهى.
لكن رواه: عليّ بنُ نصر بن عليّ، وعليّ بنُ الحسن، كلاهما عن أبي عاصم كذا الإسناد من غير شك. قال البيهقيُّ: فهكذا رواه جماعةٌ عن أبي عاصم، وإنما يُروى عن ابن أبي مليكة مرسلًا. وذِكرُ عائشةَ فيه: وهمٌ.
قال الترمذيُّ: سألتُ محمدًا -يعني: البخاريّ- عن هذا الحديث، فقال. يروونه عن ابن أبي مليكة مُرسلا. ورواه عَمرو بنُ عليّ، عن أبي عاصم مرسلًا، وقال: قلتُ لأبي عاصم. . -وذكر مراجعة عَمرو لأبي عاصم- ثم قال البخاري: