فيه أسعد بن زرارة بالمدينة أما النقيع الذى حماه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فإنه يقع جنوبى المدينة ويعرف الآن بوادى النقيع ويقع شمالى الفرع وشرقى ورقان ومساحته حوالى ميل فى ثمانية أميال ويبعد النقيع عن المدينة بنحو ثمانين "كيلو متر" وسيل وادى النقيع يصب فى وادى العقيق وما روى من أن نقيع الحمى هو نقيع الخضمات فليس بصحيح لأنه من رواية عبد اللَّه العمرى وهو ضعيف وأما قوله: لا حمى إلا للَّه ولرسوله. فقد قال الحافظ فى الفتح. قال الشافعى: يحتمل معنى الحديث شيئين أحدهما: ليس لأحد أن يحمى للمسلمين إلا ما حماه النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- والآخر: معناه إلا على مثل ما حماه النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- فعلى الأول ليس لأحد من الولاة بعده أن يحمى وعلى الثانى يختص الحمى بمن قام مقام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو الخليفة خاصة اهـ والظاهر هو المعنى الثانى لما ثبت أن عمر رضى اللَّه عنه حمى بعد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وكذلك حمى عثمان بعد عمر رضى اللَّه عنهما فقد تواتر عند الناس أن عمر حمى الشرف والربذة وكون عروة ولد فى أواخر خلافة عمر لكنه شب ونشأ فى المدينة فى قوم لا يجهلون ما حماه عمر رضى اللَّه عنهما كما روى البخارى فى صحيحه فى أواخر الجهاد من طريق مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه استعمل مولى له يدعى هُنيًّا على الحمى، فقال يا هُنَىُّ: اضمم جناحك عن المسلمين، واتق دعوة المظلوم فإن دعوة المظلوم مستجابة، وأدخِل ربَّ الصُّرَيْمَة وربَّ الغُنَيْمَة، وإياى ونَعَمَ ابن عوف ونَعَمَ ابن عفان،