على ما دلت عليه الآية الكريمة فى ترتيب كفارة الظهار وهى قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٣) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ.} وقد بين اللَّه تبارك وتعالى فى سورة المجادلة أن الظهار منكر من القول وزور حيث قال:{الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ}. وقال البخارى: باب الظهار وقول اللَّه تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} إلى قوله: {فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا} ثم قال البخارى: وفى العربية (لما قالوا) أى فيما قالوا وفى بعض ما قالوا وهذا أولى لأن اللَّه تعالى لم يدل على المنكر وقول الزور اهـ هذا وفى بعض نسخ البخارى: وفى نقض ما قالوا. قال الحافظ فى الفتح:(قوله وفى نقض ما قالوا) كذا للأكثر بنون وقاف وفى رواية الأصيلى والكشميهنى (بعض) بموحدة ثم مهملة والأول أصح والمعنى أنه يأتى بفعل ينقض قوله الأول اهـ وقال الحافظ فى الفتح أيضا: "قوله: وهذا أولى. لأن اللَّه تعالى لم يدل على المنكر وقول الزور" هذا كلام البخارى ومراده الرد على من عم أن شرط العود هنا أن يقع بالقول وهو إعادة لفظ الظهار فأشار إلى هذا