ولم يصدقوا ولم يكذبوا. وقسم سارع إلى التكذيب وهو أبو أيوب الأنصارى وأم أيوب رضى اللَّه تعالى عنهما فقد وصفوه عند سماعه بأنه الإِفك وبَرَّءوا عائشة مما نسبت إليه فى الحال. أما القسم الثالث فكانوا جملة من المسلمين لم يصدقوا ولم يكذبوا ولم ينفوا. ولكنهم يتحدثون بما يقول أهل الإِفك وهم يحسبون أن الكلام بذلك أمر هَيِّن لا يعرضهم لعقوبة اللَّه لأن ناقل الكفر ليس بكافر وحاكى الإِفك ليس بقاذف ومن هؤلاء حمنة بنت جحش وحسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة أما القسم الرابع فهم الذين جاءوا بالإِفك وعلى رأس هؤلاء عدو اللَّه عبد اللَّه بن أبى بن سلول رأس المنافقين لعنه اللَّه وهو الذى تولى كبره وقد أشار اللَّه عز وجل إلى فضل القسم الثانى من هذه الأقسام وأنه كان ينبغى لجميع المسلمين أن يقفوا هذا الموقف فقال:{لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ} وأما القسم الثالث فقد أشار اللَّه عز وجل إلى أنه ما كان ينبغى لهم أن يتحدثوا بمثل هذا الحديث حيث يقول: "إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند اللَّه عظيم، ولولا إذ سمعتموه قلتم: ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم" وقد أثبت اللَّه عز وجل لأهل هذا القسم فضائلهم التى عملوها حيث أثبت لمسطح هجرته وإيمانه عندما حلف أبو بكر أنه لن ينفق على مسطح ولن يتصدق عليه وهو من ذوى قرابته فقال عز وجل: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا