للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المهاجرين بالقسطنطينية على صف العدو حتى خرقه ومعنا أبو أيوب الأنصارى فقال ناس: ألقى بيده إلى التهلكة فقال أبو أيوب: "نحن أعلم بهذه الآية، إنما نزلت فينا: صَحِبْنَا رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وشهدنا معه المشاهد، ونصرناه، فلما فشا الإِسلام وظهر اجتمعنا معشر الأنصار تَحَبُّبًا فقلنا: قدأكرمنا اللَّه بصحبة نبيه صلى اللَّه عليه وسلم ونصره حتى فشا الإسلام، وكثر أهله، وكنا قد آثرناه على الأهلين والأموال والأولاد، وقد وضعت الحرب أوزارها فنرجع إلى أهلينا وأولادنا فنقيم فيهما، فنزل فينا {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} فكانت التهلكة فى الإِقامة فى الأهل والمال وترك الجهاد. رواه أبو داود والترمذى والنسائى وعبد بن حميد فى تفسيره وابن أبى حاتم وابن جرير وابن مردويه والحافظ أبو يعلى فى مسنده وابن حبان فى صحيحه والحاكم فى مستدركه كلهم من حديث يزيد بن أبى حبيب به، وقال الترمذى: حسن صحيح غريب، وقال الحاكم على شرط الشيخين ولم يخرجاه اهـ ولا معارضة بين هذا وبين ما رواه البخارى عن حذيفة {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} قال: نزلت فى النفقة. فإن الآية تضمنت المعنيين، كما تضمنت الأمر بالإِحسان ولا شك أن القعود عن الجهاد من أقوى أسباب طمع أعداء اللَّه فى المسلمين والسعى فى استئصال شأفتهم ولذلك تكاثرت الآيات والأحاديث فى الحض على الجهاد وقد أشار القرآن العظيم إلى أنه لا حياة كريمة إلا بالمنهج القائم على شرع اللَّه والسيف الذى يحمى هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>