للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[البحث]

قرن البخارى رحمه اللَّه فى صحيحه بين الصيد بالخذف والصيد بالبندقة وجعل ذلك عنوانا لحديث الباب، والبندقة تتخذ من طين وتيبس فيرمى بها وقد تكون عصا أو حديدة مجوفة يصطاد بها فهى من جنس الصيد بالمثقل، ولذلك قال البخارى فى صحيحه: وقال ابن عمر فى المقتولة بالبندقة: تلك الموقوذة اهـ والبندقة تعرف عند أهل فارس بالجُلَّاهِقة بضم الجيم وتشديد اللام كسر الهاء بعدها قاف وقد اتفق العلماء على تحريم أكل ما قتلته البندقة والحجر.

أما الرمى بالبنادق المعروفة الآن التى ينطلق منها الرصاص والبارود فهى من أحسن آلات الصيد لأنَّها تقتل بمحدد لا بمثقل فهى تثقب الصيد وتجرحه وتُنْهِرُ دَمَه. وقد ساق البخارى رحمه اللَّه حديث الباب من طريق وكيع ويزيد بن هارون واللفظ ليزيد عن كَهْمَس بن الحسن عن عبد اللَّه بن بريدة عن عبد اللَّه بن مغفل أنه رأى رجلا يَخْذِفُ، فقال له: لَا تَخْذِفْ، فإن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نَهَى عن الخَذْفِ، أو كان يكره الخذف وقال: "إنه لا يُصاد به صَيْدٌ ولا ينكأ به عدو ولكنها قد تكسر السن، وتفقأ العين" ثم رآه بعد ذلك يخذف فقال له: أُحَدِّثُكَ عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه نهى عن الخذف أو كره الخذف وأنت تخذف؟ لا أكلمك كذا كذا اهـ أما مسلم رحمه اللَّه فقد قال: حدثنا عبيد اللَّه بن مُعاذ العنبرى حدثنا أبى حدثنا كهمس عن ابن بريدة قال: رأى عبد اللَّه بن المغفل رجلا من أصحابه

<<  <  ج: ص:  >  >>