نعمة أو استدفاع نقمة، وقد يعتقد بعض الناس أن النذر هو الذى يجلب النعمة أو يدفع النقمة ولذلك نهى عنه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لأنَّ النذر لا يقدّم شيئًا ولا يؤخره فلا يدفع شيئًا قضاه اللَّه ولا يجلب شيئًا لم يقدره اللَّه وقد أجمع أهل العلم على أن من التزم بطاعة فى مقابلة استجلاب نعمة أو استدفاع نقمة فحصل له ما يريد أنه يجب عليه الوفاء بنذره، وقد أثنى اللَّه تبارك وتعالى فى محكم كتابه على الموفين بالنذر وجعلهم فى جملة الأبرار وقمتهم حيث قال: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (٥) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (٦) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} الآيات، وقد ساق البخارى من طريق سعيد بن الحارث أنه سمع ابن عمر رضى اللَّه عنهما يقول: أَوَلَمْ يُنْهَوْا عن النذر؟ إن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"إن النذر لا يُقدّم شيئًا ولا يؤخر وإنما يُستخرج بالنذر من البخيل" ثم ساق من طريق عبد اللَّه بن مرة عن عبد اللَّه بن عمر: نهى النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- عن النذر وقال:"إنه لا يَرُدُّ شيئًا ولكنه يُستخرّج به من البخيل" وساق من طريق الأعرج عن أبى هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يأتى ابن آدم النذر بشئ لم يكن قُدِّر له، ولكن يلقيه النذر إلى القدر قد قُدِّرَ له، فَيَسْتَخْرِجُ اللَّه به من البخيل، فَيُؤْتى عليه ما لم يكن يُؤْتى عليه من قبل، أما مسلم فقد أخرجه من طريق عبد اللَّه بن مرة عن عبد اللَّه بن عمر قال: أخذ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يوما ينهانا عن النذر ويقول: "إنه لا يرد شيئًا وإنما يُسْتَخْرَجُ به من الشحيح" ثم ساقه من طريق عبد اللَّه بن دينار عن ابن عمر عن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-