(إنها لا تتم صلاة أحدك حتى يسبغ الوضوء كما أمره اللَّه عز وجل فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين ثم يكبر اللَّه عز وجل ويحمده ثم يقرأ من القرآن ما أذن له فيه وتيسر) ومنها رواية وهب بن بقية عن خالد عن محمد يعنى ابن عمرو بمثل سند الأولى إلى رفاعة بن رافع قال: (إذا قمت فتوجهت إلى القبلة فكبر ثم اقرأ بأم القرآن وبما شاء اللَّه أن تقرأ) ومنها رواية عباد بن موسى الختلى عن إسماعيل يعنى ابن جعفر إلى رفاعة بن رافع بنحو سند الأولى قال: (فتوضأ كما أمرك اللَّه عز وجل ثم تشهد فأقم ثم كبر فإن كان معك قرآن فاقرأ به وإلا فاحمد اللَّه وكبره وهلله) وقد حسن الترمذى حديث رفاعة، وقوله: فإن كان معك قرآن فاقرأ به وإلا فاحمد اللَّه الخ، معناه إن لم يكن معك قرآن هذه الساعة وقد دخل وقت الصلاة فقل بعد التكبير: سبحان اللَّه والحمد للَّه ولا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر ولا حول ولا قوة إلا باللَّه، فإذا فرغ -من هذا حاله- من تلك الصلاة وجب عليه أن يتعلم، وذلك لأن من يقدر على تعلم هذه الكلمات لا محالة يقدر على تعلم الفاتحة.
[ما يفيده الحديث]
١ - من واجبات الصلاة النية واستقبال القبلة -وهما شرطان للصلاة- وتكبيرة الاحرام، والقراءة فى الركعات كلها، والركوع والاطمئنان فيه، والرفع من الركوع إلى الاعتدال والاطمئنان فيه، والسجدة الأولى، والاطمئنان فيها، والسجدة الثانية والاطمئنان فيها والجلوس بين السجدتين والاطمئنان فيه، وترتيب أركان الصلاة.
٢ - وفى الحديث دليل على أن التعوذ ودعاء الافتتاح ورفع اليدين فى تكبيرة الاحرام ووضع اليد اليمنى على اليسرى وتكبيرات الانتقالات، وتسبيحات الركوع والسجود، وهيئات الجلوس، ووضع اليد على الفخذ، والجهر والاسرار، كل ذلك ليس بواجب فى الصلاة.