٢ - فإذا انتهيت من عملية الجمع أبدأ بعملية الاصطفاء فأختار إحدى الحالات الممكنة وليكن:
(أ) شارع على شاطئ البحر -وعر- منقطع.
(ب) ليلاً-السماء ماطرة- الوقت برد، ذلك لأن الحادثة التي تريد وصفها هنا فاجعة لا يصلح لها إلا هذه الظروف، وأشرع بعدُ بتصنيفها فإذا تمَّ التصنيف بدأت العملية الرابعة:
٤ - عملية اختيار الأسلوب:
فأتصور نوع الأسلوب الذي أكتب به المقالة والألفاظ والتعبيرات التي أستعملها فيها وما إلى ذلك (مما يسمَّى بالفرنسية (La forme) ويقابله (Le fond) للمعاني والأفكار) ومن المعروف أن الأسلوب يختلف باختلاف الموضوعات، فلا تكتب المقالة الوصفية بالأسلوب الخطابي ولا المذكرات والرسائل العائلية بأسلوب القصص المسرحية، ومن المعروف أن لكل أسلوب قواعد تختلف عن قواعد الأسلوب الآخر، يجب على مدرس الإنشاء بيانها للطلاب، فليس في وسعي أن أبيِّنها في مقالة صغيرة كهذه، ولقد صرفت وقتاً طويلاً في دراستها بنفسي بعد أن خرجت من التجهيز خالي الوفاض منها؛ لم أدرس منها شيئاً.
٥ - ثم يبدأ بالكتابة مراعياً التصنيف الذي وضعه لنفسه، ويضع لكل مقال مقدمة جذَّابة يكون فيها براعة استهلال، وخاتمة مؤثرة، فيها حسن الاختتام.
أما الألفاظ فما أحب أن أكلم فيها إخواني الطلاب وإنما أقول لهم إني كلما تقدمت شعرت من نفسي بميل إلى انتقاء أسهل العبارات وأقربها إلى اللغة المألوفة، ونفور من زخرفة الجمل والعناية بالألفاظ.