للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


الثوري، وذكره البخاري في «التاريخ الكبير» (٤/ ٢١٤، وقال: سمع منه عمرو بن مرَّة، روى عنه الثوري، منقطع، وكذا ذكر ابن أبي حاتم «الجرح والتعديل» (٤/ ٣٢٤) وقال: سمعت أبي يقول ذلك، سألت أبي عنه فقال: شيخ كوفي أرى حديثه مستقيماً.
وسِماعة من طبقة شيوخ الثوري، فهو على هذا من أتباع التابعين، لذا قال ابن حجر عن إسناد هذا الحديث، مرسل أو مُعضل، ومثله لا تُقبل منه روايته لأحداثٍ في عهد النبوة كما الحال هنا، فالحديث معضلٌ، والمعضل ضعيف جداً.
أما حديث راشد بن سعد
فأخرجه: حميد بن زنجويه في كتاب «الأموال» ٢/ ٤٢٠ رقم (١٠١٦)، وزاد بعد قوله: وحرثها وأنباطها، وبقرها: وإسناده ضعيفٌ جداً، فيه الهيثم بن عدي، وهو متروك، وأخرجه كذلك ابن عساكر في «تاريخ دمشق» ١١/ ٦٨, والهيثم بن عدي كذبَّه غير واحد من العلماء، فقد ذكر الذهبي في «ميزان الاعتدال» ٧/ ١١١، عن البخاري أنَّه قال: ليس بثقة كان يكذب، ومثل هذا الققول عن ابن معين، وقال أبو داود: كذاب، وقال النَّسائي وغيره: متروك الحديث، فهذا إسنادٌ لا يُفرح به.
ثمَّ إنَّ راشد بن سعد يترجَّح عندي عدم سماعه، بل عدم إدراكه لتميم، إذ إنَّ تميماً مات سنة أربعين ـ على الراجح ـ في فلسطين، وراشد بن سعد حمصيٌّ من أهل الشام مات سنة ١٠٨ هـ، وقيل: سنة ١١٣ هـ (انظر ابن حجر ... «تقريب التهذيب» (١/ ٢٤٠)، وعلى هذا فيكون الفرق بين وفاتيهما ما بين ٦٨ إلى ٧٣ عاماً، وراشد مع ذلك مشهور بكثرة الإرسال كما ذكر ابن حجر، وقد نقل ابن أبي حاتم «المراسيل» (٥٥) عن أحمد بن حنبل أنَّه قال: (راشد بن سعد لم يسمع من ثوبان)، واحتمال سماع راشد من ثوبان أقوى من احتمال سماعه من تميم، لأنَّهما أي راشد وثوبان شاميان، وثوبان مات بعد تميم بأربعة عشر عاماً، إضافة إلى أنَّ المِزّي في «تهذيب الكمال» ١/ ١٦٨ لم يذكر راشد في جملة الرواة عن تميم، ولم يذكر تميماً في جملة شيوخ راشد (انظر: «تهذيب الكمال» ١/ ٣٩٨) مع أنَّ ذكر من روى عن تميم ولو لم يثبت كمحمد بن سيرين، وذكر في ترجمة راشد شيوخه الذين شك في سماعه منهم كثوبان، لهذا كله أرى أنَّ راشد بن سعد لم يسمع من ثوبان.
أما حديث عكرمة
فقد أخرجه: أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب «الأموال» ٢٨٨ رقم (٦٨٢)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» ١١/ ٦٦، وفيه عدّة علل؛ إذ إنَّه أولاً مرسلٌ، حيث إنَّه من رواية عكرمة، وعكرمة من التَّابعين، فروايته لحادثة في

<<  <   >  >>