للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كَانت قَبْلَ الأُخْرَى، عَلى إِثْرِهَا قَريب، ثُمَّ أَنشأَ يُحَدِّث، وذَلك أَنَّ الشَّمْسَ إِذَا غَرَبت أَتَت تَحْت العَرش فَسَجَدت، فَاستَأَذنَت في الرجوع فَيُؤْذَن لها، فَإِذَا أَرادَ اللهُ أَن تَطْلُعَ مِنْ مَغْرِبها أَتَت تَحتَ العَرشِ، فَسجدت واستأذنت في الرُّجوعِ فَلا يَرُدُّ عليها شَيئًا، ثم تَعودُ فَتَستأذن فلا يَرد عليها شيئًا، قال: وعَلِمَتْ أَنَّه لَو أَذِنَ لَمْ تُدرِك المَشْرِقَ، قَالت رَبِّ ما أبعدَ المشرق! مَن لِي بالنَّاس؟ فإذا كَانَ الأُفُق كَالطَّوْق (١) قِيلَ لَها اطلعي مِن مَكَانِك».

قال: وقد كان عَبدُ اللهِ يَقرأُ الكُتُبَ فَقَرأَ: وذَلك يَومَ لَا يَنفعُ نَفسًا إِيمَانُها لَم تَكن آمَنتْ مِن قَبلُ أَو كَسَبت في إِيمانِها خَيرًا.

رواه مسلم في الصحيح (٢) مِن أَوْجُهٍ، عن أبي حَيَّان التَّيمي، مختصرًا.

(٩١) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو القَاسم سُليمان بن محمد ابن نَاجِية المَدِيني -من المدينة الداخلة، من أصل كتابه-، حدثنا الحُسين بن الحسن بن مُهاجِر -سنةَ ثَمان وسَبعين ومائتين-، حدثنا محمد بن عمرو الرَّازِي زُنَيْج، حدثنا الحَكمُ بنُ بَشِير، حدثنا عَمرو بن قَيس، عن أبي إسحاقَ، عن وَهْبِ بنِ جَابِر قال: «دَخَلتُ بيتَ المَقْدِس، فإذا فِيه عَبدُ اللهِ بنُ عَمرو في حَلقة يُحَدِّثُهم، قال فَسمعته يقول: إِنَّ يأجوجَ ومأجوجَ ما يموتُ الرَّجُل منهم حتى يُولَد مِن صُلبه أَلفٌ فَصاعدًا، وإِنَّ من وَرائِهم ثَلاثُ أُمَم ما يعلمُ عِدَّتَهم إلا الله، منسك، وتاويل، وتاريس، وإِنَّ الشمس إذا طَلَعَت كُلَّ يَوم، أبصرها الخلقُ كُلُّهم، فإذا غَربت خَرَّت ساجِدة، فَتُسَلِّم وتَستأذن، فَلا يُؤْذَنُ لها، ثم


(١) قوله: (فإذا كان الأفق كالطوق)، في «ب» (فإذا كان الليل كالأفق)، وصحح المُثبَت في الحاشية، وفي «ش» (فإذا صار الأفق كالطرق أو كالطوق)، وفي «ث» (فإذا كان علمت الليل كالطوق).
(٢) صحيح مسلم (٢٩٤١).

<<  <   >  >>