كتاب البعث والنشور للبيهقي ت الشوامي

٣٣ - باب قوله - عز وجل -: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون (٢٨)} [الأنبياء]. مع سائر ما يحتج به من أنكر الشفاعة - ص: 401

عنك من الله شيئًا، يا صَفِيَّة عَمَّة رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، سَلِيني ما شِئْتِ، لا أُغْنِي عَنكِ مِنَ اللهِ شيئًا».

فقد رواه البُخَارِي في الصحيح (١)، عن أبي اليَمَان، وأخرجه مسلم (٢)، من حديث يُونُسَ بنِ يَزِيد، عن الزُّهْرِيِّ، وأخرجه من أَوجُهٍ أُخَر (٣).

وقال أبو عبد الله الحَلِيمي في معناه: «قَد يخرج على أن يكون نهاهم عن التَّقصِير في حُقوق الله -تعالى- اتكالًا على أنهم عَشِيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولَعلَّهم لا يُسأَلونَ عَمَّا يَعْمَلون لأجله، فأخبرهم أن اتصالهم به، لا يُسقِط عنهم تَبِعات أعمالهم، وأنهم مسئولون مُحَاسبون كَغَيرِهِم، وأَمْرُهُم بعد ذلك إلى الله -تعالى- إن شاء عَذَّبهم، وإن شاء عَفَا عنهم، ولم يُرِدْ به أنه لا يَشفَعُ لهم، وليست الشفاعة أغنى عنهم من الله شيئا؛ لأن الشفاعة فيما بيننا غير موجبة، فكيف يُتَوَهَّم أن تَكونَ الشَّفَاعَةُ عند الله مُوجِبَةٌ» (٤).

والذي يدل على صحة هذا ما

(٥٦٥) أخبرنا أبو عَبْدِ اللهِ الحُسَينُ بنُ الحَسَنِ الغَضَائِرِيُّ -ببغداد-، أخبرنا أبو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو الرَّزَّاز -إملاءً- (٥)، حدثنا محمدُ بن

غَالِب ابنِ حَرْبٍ التَّمَّارُ، حدثنا أبو حُذَيفَة مُوسى بن مَسعُود، حدثنا سفيانُ الثَّوْرِي،

---

(١) صحيح البخاري (٢٧٥٣).
(٢) صحيح مسلم (٢٠٦).
(٣) أخرجه مسلم (٢٠٤)، من حديث موسى بن طلحة، عن أبي هريرة، وفي (٢٠٥)، من حديث عائشة، وفي (٢٠٧)، من حديث قبيصة بن المخارق، وزهير بن عمرو رضي الله عنهم أجمعين.
(٤) «المنهاج في شعب الإيمان» (١/ ٤١٢).
(٥) «الجزء الحادي عشر من فوائد أبي جعفر الرزاز» (٧٨ - مجموع مصنفاته).