"وحيث أقول: قاله النجم، فالمراد به شيخ مشايخنا: العلامة محمد نجم الدين الغزي، في كتابه المسمى: "إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن" أهـ.
إلا أن الناظر في كتاب "كشف الخفاء" هذا يجد أن العجلوني قد جعل كتاب "الإتقان" أساسًا لكتابه؛ إذ نقله كله في كتابه، ولا تكاد تراه ترك شيئًا من نصوص "إتقان" الغزي إلا النذر اليسير، مما جعلني أستفيد كثيرًا في ضبط النص وتصحيحه منه، إذ إنه يعد نسخة أخرى للإتقان.
وهذا مما يدل على عظم كتاب "الإتقان" عند معاصريه، ولمن جاء بعده.
وكذلك ممن اعتنى بكتاب "الإتقان" للغزى حفيده الشيخ "أحمد بن عبد الكريم العامرى الغزى" فقد قام باختصاره واكتفى فقط بما ليس بحديث، فقال في مقدمته لكتابه هذا المعروف بـ"الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث" ص (٩)(١):
"فلما كان الكتاب المسمى بـ (إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن) لجدنا شيخ الإسلام نجم الدين الغزي العامري - سقى الله ثراه صبيب الرحمة والرضوان - كتابًا أكمل في بابه، وفاق على أترابه، يحتوي على بيان ما دار من الأحاديث على الألسن، وما يصح فيها، وما لم يحسن، وعلى بيان ما لم يرد عن سيد البشر، لكنه ورد في الأثر، وما هو كذب وموضوع، ومختلق مصنوع، أحببت أن أنتقي منه القسمين الأخيرين، أعني: ما ورد في الأثر، وما هو كذب عليه ﷺ ومَيْن" اهـ.
وممن استفاد من كتاب (إتقان) الغزي: العلامة إبراهيم بن سليمان بن محمد الجنيني، المتوفى سنة ١١٠٨ هـ فإنه قام بإفراد زيادات الغزي على الكتب
(١) وقد اعتنى بهذا الكتاب العلامة: بكر بن عبد الله أبو زيد، طبع: دار الراية.