للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذكرت في البديع بمعنى آخر ووجهه أن إطلاق ما على الأصنام في محزه فأطلقت على المعبود للمشاكلة وقوله: إنها مصدرية فلا تحتاج للتوجيه فهي في محل نصب على أنها مفعول مطلق. قوله: (وقيل الأوليان الخ) جعل ما في الأخيرين مصدرية لئلا يطلق على الله ووجه تمريضه أنه خلاف الظاهر لفظا ومعنى، وقوله: لا أرفضه أي أتركه وعبر به تفننا، وقوله: فليس فيه إذن الخ لأنه إخبار عنهم بأنهم مصرون على الكفر مستحقون للقتال والقتل، وهو إخبار عن الغيب وعلم من أعلام النبوة، وقوله: إذا فسر بالمتاركة ففيه حينئذ كف عن الجهاد لا إذن بالكفر فهو منسوخ. قوله: (وتقرير كل الخ) مجرور معطوف على المتاركة، وهو إشارة إلى ما في التقديم من الاختصاص على معنى دينكم مقصور على الحصول لكم لا يتجاوزه إلى الحصول لي وديني مقصور على الحصول لي لا يتجاوزه إلى الحصول لكم فالقصر للإفراد كما قرّر في محله، وقوله: وقد فسر الخ وبعضها مناسب للمتاركة وبعضها لغيره. قوله: (عن النبتي صلى الله عليه وسلم: " من قرأ سورة الكافرون فكأنما قرأ ربع القرآن ") هذا صحيح لأنه مروي في الترمذي وغيره بمعناه وهي تعدل ربع القرآن وأما بقيته فلم يصح بل قالوا إنه موضوع، وقد يقال: إنه مدرج في الحديث للتفسير كما ستراه، فإن قلت: فما وجه كونها تعدل ربع القرآن قلت: قال الإمام رحمه الله: القرآن مشتمل

على أمر ونهي وكل منهما متعلق بالقلوب وأفعال الجوارح، وما فيها نهي عما يتعلق بأفعال الجوارح فلذا عدلت الربع وقيل: مقاصد القرآن أربعة توحيده تعالى ونفي عبادة غيره والأحكام، وأحوال المعاد وهي مشتملة على الثاني، ورد بأنها مشتملة على الأوّل أيضاً فكان ينبغي أن تكون نصفاً، وقيل مقاصده صفاته تعالى والنبوات والأحكام والمواعظ وهي مشتملة على أساس الأوّل وهو التوحيد، وقوله: مردة جمع ما ردوهم الطغاة من الشياطين، تمت السورة والحمد لله والصلاة والسلام على سدنا محمد واكه وصجه.

سورة النصر

وتسمى سورة التوديع وسورة إذا جاء ولا خلاف في عدد آياتها وهي مدنية على القول الأصح نزلت في منصرفه من خيبر وقيل: بمنى في حجة الوداع وهي آخر سورة نزلت في رواية عن ابن عباس رضي ألله عنهما.

بسم الله الوحمن الرحيم

قوله: ( {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ} ) العامل فيها إمّا شرطها أو جوابها ولا يمنع منهما الإضافة

هنا إن قلنا بها ولا الفاء كما فصله النحاة، وقوله: إظهاره الخ المراد إظهار أمره أو نصره له نصرا عزيزا وهذا أقعد. قوله: (وفتح مكة الخ) إن كانت نزلت قبله فظاهر وإن كانت بعد. كما رواه ابن عمر رضي الله عنهما فإذا بمعنى إذ كما في التأويلات ومجيئها بمعنى إذ كثير وهي متعلقة بمقدر على هذا ككمل الأمر، وأتمّ الله النعمة على العباد مثلاً فلا يقال كيف يصح قوله: فسبح حينئذ ولا يحتاج لما في الكشف، وغيره فتأمّل والتعريف على هذا للعهد وعلى ما بعده للجنس، وقوله: وقيل: مرضه لأنّ الأصل في الإضافة العهد دون الاستغراق، والجنس وإن وردت لمعاني اللام. قوله: (وإنما عبر الخ) يعني أنه مستعار لأنّ المقدر متوجه من الأزل لوقته فكانه سائر نحوه لكن قول الراغب لمجيء الحصول ويكون في المعاني والأعيان يقتضي خلافه، وقوله: شيئاً فشيئاً أي على التدريج بحسب الاستعداد والأسباب العادية، وقوله: منها أي الأوقات، وقوله: وقد قرب الخ جملة حالية واقتصر على النصر اكتفاء أو أراد به ما يشمل الفتح. قوله: (جماعات كثيفة) استعارة والمعنى كثيرة كما في بعض النسخ، وقوله: كاهل مكة الخ إشارة إلى أنّ المراد بالناس العرب فال عهدية أو المراد الاستغراق العرفي والمراد عبدة الأصنام منهم لأنّ نصارى تغلب لم يسلموا في حياته صلى الله عليه وسلم وأعطوا الجزية، وقوله: ويدخلون الخ ترك كون رأيت بمعنى عرفت كما في الكشاف لأنه غير مثبت أو نادر. قوله: (فتعجب الخ)

تيل: فالتسبيح مجاز عن التعجب بعلاقة السببية فإنّ من رأى أمراً عجيبا يقول: سبحان الله، وفي الكشاف فتعجب وأحمده فقيل: إنه يدل على أن التعجب تعجب متأمل شاكر يصح أن يؤمر به وليس

<<  <  ج: ص:  >  >>