مرّ، وقوله: بالرحلتين متعلق بقوله. أطعمهم، وقوله: أو الجذام هو مرويّ عن ابن عباس رضي الله عنهما والضحاك وهو فضل منه كما حماه عن الطاعون، وقوله عن النبيّ صلى الله عليه وسلم هو حديث موضوع، تمت السورة بحمد الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه.
سورة الماعون
وتسمى سورة أرأيت والدين والتكذيب وعدد آياتها ست وقيل سبع وهي مكية وقيل:
قوله:(أرأيت) قال المعرب هي بصرية متعدّية لواحد وهو الموصول أو إخبارية متعدية لاثنين ثانيهما تقديره أليس مستحقاً للعذاب أو من هو بدليل قراءة أرأيتك فإن كاف الخطاب لا تلحق البصرية، ولا يخفى ما فيه من الخلل لأنّ حقه أن يقول أو علمية لأنّ كونها بمعنى أخبرني معنى مجازي يصح فيه كون الرؤية المتجوّز بها بصرية وعلمية كما اختلف فيه النحاة وكونها علمية لا يستلزم تعديها لاثنين لجواز كونها بمعنى عرفت متعدية لواحد وفي مغ لحوق الكاف لرأي البصرية بعد نقلها لمعنى أخبرني نظر والجملة الاستفهامية المقدّرة هنا تحتمل الاستئناف، وسدها مسد المفعول الثاني. قوله:(إلحاقاً بالمضارع) يعني حمل الماضي في حذف همزته على مضارعه المطرد فيه حذفها لأنّ بعض الأفعال قد يتبع غيره في إعلاله كما ألحق تعد بيعد وهذا أحسن مما قيل من أنّ الأولى إلحاقه بأرى ماضي الأفعال، وهذا بقطع النظر عن الهمزة في أوّله. قوله:(ولعل تصديرها) أي أرأيت بحرف الاستفهام هنا، وهو الهمزة سهل أمر الحذف فيها لمشابهته للفظ المضارع المبدوء بالهمزة لأنه كثر فيها ذلك في كلامهم حتى شابه المقيس المطرد كما صرّج به أبو حيان في شرح التسهيل فسماعها نادراً بعد غير الهمزة من أدوات الاستفهام لا ينافيه كقوله:
صاح هل رأيت أو سمعت براع ردّ في الضرع ما قرى في الحلاب
كما قيل: إنّ مشابهة المضارع بدخول حرف الاستفهام عليه مطلقاً لما في الطلب من معنى الاستقبال. قوله:(بزيادة الكاف الأنها حرف خطاب هنا زيد لتأكيد التاء لا مفعول، وقوله: بالجزاء لأنه أحد معاني الدين ومنه كما تدين تدان، وقوله: الذي أراد به لفظه، وقوله: يؤيد الثاني لأنّ اسم الإشارة يقتضي أنه فرد معين وأيضاً ليس كل كافر منكراً للبعث من صفته
ح اليتيم وعدم الحض، وحمل الفرد على الجنس بجعله عينه ادّعاء ومبالغة كما يقال الرجل زيد خلاف الظاهر، ولذا قال: يؤيد دون يدل كما أنه يحتمل أنّ المراد أنّ هذا من شأنه ولوازم جنسه، وقوله: وهو أبو جهل استئناف لتفسيره على العهدية أو جملة حالية، وقوله: أو منافق الخ هو على أنّ السورة مدنية وما قبله على أنها مكية، وقوله: قرئ ياع أي بتخفيف العين وفيه تقدير على هذا أي يترك الشفقة عليه ونحوه. قوله: (أهله وغيرهم) خصه بالأهل في سورة الفجر وعممه هنا إمّ إشارة في كل محل إلى وجه ليكون إفادة بلا إعادة، أو لأنه ثمة ذكر بعد قوله: ولا يكرمون اليتيم ونفي الإكرام دون الدفع المذكور هنا فيكون ذمّاً له بمنعه بنفسه، واتباعه وهذا بعموم المنع الذي هو أشد البخل فلا يعترض عليه بأنه كان عليه أن يوافق ما قدّمه هنا بناء على أنه يعلم من عدم حض أهله عدم حض غيرهم بالطريق الأولى مع أنه غير مسلم. قوله:( {عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} ) إن كان الطعام بمعنى الإطعام، كما قاله الراغب: فهو ظاهر والا ففيه مضاف مقدّر أي بذل طعام المسكين، واختياره على الإطعام للإشعار بأنه كأنه مالك لما يعطي له كما في قوله:{وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}[سورة الذاريات، الآية: ١٩] فهو بيان لثذة الاستحقاق وفيه إشارة للنهي عن الامتنان. قوله:(لعدم اعتقاده بالجزاء) يعني أنّ فعله لما ذكر ناشئ من إنكاره للبعث وهذا إن كان تعليلاً لما قبله من دفع اليتيم وعدم الحث على إطعامه فهو بيان لأنه جعل ما ذكر من إيذاء الضعيف، وعدم بذل المعروف علامة عدم الإيمان بالجزاء، وقسوة القلب مع الشح ولو بمال الغير أدل دليل عليه وهو المناسب