١١٨٨ هـ) العالم والفقية الحنفي البارز، الذي اتجه منذ عام ١١٤٤ هـ إلى "العلوم" التي كانت مستغلقة على أهل زمانه، كالهندسة والكيمياء، والفلك، والصنائع الحضارية كلها، حتى النجارة والحدادة، إلخ فجمع كتبها من كل مكان، وحرص على لقاء من يعلم سر ألفاظها ورموزها، وعكف على دراستها عشر سنوات حتى امتلك ناصيتها، فصار إمامًا عالمًا في أكثر الصناعات ولجأ إليه مهرة الصناع من كل صناعة يستفيدون من علمه، ووفد عليه الطلاب من "الأفرنج" وتعلموا منه.
٣ - محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي (١١١٥ - ١٢٠٦ هـ)، في جزيرة العرب. الذي هب يكافح البدع والعقائد التي تخالف ما كان عليه سلف الأمة من صفاء عقيدة التوحيد.
٤ - المرتضى الزبيدي "صاحب تاج العروس"(١١٤٥ - ١٢٠٥ هـ) في الهند ومصر، الذي بعث التراث اللغوي والديني وعلوم العربية وعلوم الإسلام، ويُحيي ما كاد يخفى على الناس بمؤلفاته ومجالسه.
٥ - محمد بن علي الشوكاني الزيدي (١١٧٣ - ١٢٥٠ هـ) في اليمن، الذي دعا إلى "الاجتهاد" وحرّم "التقليد" في الدِّين، وحطم الفرقة والتنابذ الذي أدى إليه إختلاف الفرق والعصبية (١).
* * *
أردنا باقتباس الفقرة السابقة - الطويلة نسبيًا - عن الأستاذ محمود شاكر التوصل أولًا إلى تحديد مرحلة "عصر النهضة" العربية الإسلامية وأنّها تقع
(١) محمود محمد شاكر رسالة في الطريق إلى ثقافتنا، القاهرة: "سلسلة كتاب الهلال" العدد (٤٨٩) سبتمبر ١٩٩١ م. ص ١١٨ - ١٢٢ (بتصرف يسير).