للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقطع حبال التواصل الحضاري، والاستقلال عن المحيط العربي الإسلامي واستبدال النموذج الغربي بدلًا من المنابع الحضارية الإسلامية، والوطنية القطرية بدلًا من الجامعة الإسلامية" (١) ويهدف في النهاية إلى ترسيخ التبعية والارتهان الثقافي والاستلاب الحضاري.

* * *

وإذا كان الشوكاني - كما مرَّ بنا - أحد رواد وأعلام حركة النهضة العربية الإسلامية في النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري، إلا أنه لم يكن هو المجدِّد الوحيد الذي انجبته اليمن خلال مرحلة "عصر النهضة" (من منتصف القرن الحادي عشر - منتصف القرن الثالث عشر الهجري)، بل كان امتدادًا لكوكبة عظيمة من المصلحين والمجددين (علماء وأدباء ومؤرخين) (٢) الذين ظهروا في اليمن خلال هذه الحقبة، وكان لهم دور كبير في إثراء الحركة الفكرية في اليمن بمؤلفاتهم الكثيرة التي تزخر بها الخرائن والمكتبات اليمنية في جميع الفنون، وشهدت اليمن بفضل جهودهم نهضة علمية كبرى بحيث كانت هذه المرحلة "من أخصب فترات الإزدهار الفكري والثقافي في اليمن " (٣).

وقد كرَّس هؤلاء الرواد جهودهم وفكرهم (من خلال التأليف،


(١) محمد عمارة أزمة الثقافة العربية الإسلامية، مجلة "الاجتهاد" العدد (١٠ - ١١) شتاء وربيع العام ١٩٩١ ص ٥٨ - ٥٩.
(٢) ترجم الشوكاني، في كتابه "البدر الطالع" للعشرات من أولئك المبدعين الذين برزوا خلال هذه الحقبة.
(٣) حسين العمري المؤرخون اليمنيون في العصر الحديث.، دمشق: دار الفكر (١٩٨٨) ص ٤١، راجع أيضًا، محمد الغماري، الإمام الشوكاني مفسِّرًا؛ جدة: دار الشروق (١٤٠١ هـ) ص ٤٥، صالح محمد صغير مقبل، محمد بن علي الشوكاني وجهوده التربوية، بيروت: دار الجيل (١٩٨٩) ص ٨٤ - ٨٧.

<<  <   >  >>