للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سني وكان جملة القتلى كما نقله كثير من ثقات المؤرخين ثمانية عشر لكًّا (١) عن ألف ألف قتيل وثماني مائة ألف قتيل.

فانظر هذه الفاقرة العظيمة التي تسببت عن تعصب الوزير الرافضي لأصحابه من الرافضة لا ، وقد كان يظهر التأسف والتندّم ويقول أنه ما كان يظن أن الأمر يقع هكذا وأنه كان يظن سلامة الشيعة وعدم وصول الأمر إليهم حسبما قدمه لنفسه ولهم ولم يصل إلى ما شرطه لنفسه من الوزارة ولا غيرها، وغاية ما ناله السلامة من القتل. ومات بعد أن اقترف هذه العظيمة بأيام يسيرة دون سنة، وكان موته كمدًا على ما جناه على نفسه خصوصًا وعلى إخوانه من الرافضة وسائر المسلمين وكان في بعض الأوقات يظهر التجلّد ويقول لا يبالي بمن قُتل ولا بمن أصيب بعد أن شفى نفسه من الدويدار، فانظر هذه الجاهلية التي تظاهر بها هذا الرافضي وانظر ما صنع بالمسلمين وما جناه الخليفة على نفسه من استخلاصه للوزارة وأمانته على الأسرار والركون إليه في تدبير الدولة (٢).


(١) لكّ: كلمة فارسية وتعني العدد مائة ألف، انظر: المعجم الذهبي / محمد التونجي ص ٥٢٦.
(٢) تختلف المصادر التاريخية بشأن ما نسب لابن العلقمي من اتهامات - وأن كانت تلك المصادر تتفق (جميعها) على عجز المستعصم وعدم كفاءته - فالمصادر التاريخية السُّنية تنسب وزر اجتياح التتار لبغداد ومقتل الخليفة العباسي لأبن العلقمي، وتتهمه بأنه هو الذي سرّح معظم الجيش، وتواطأ مع هولاكو، (ابن كثير ١٣/ ٢٠٢، ٢١٢ - ٢١٣؛ الوافي بالوفيات ١/ ١٨٤ - ١٨٦ السيوطي/ تاريخ الخلفاء ص ٤٦٦، النجوم الزاهرة ٧/ ٢٠، ٤٧ - ٤٩).
وفي المقابل نجد بعض المصادر الشيعية (الموثوقة) ترى عكس ذلك، فتنحي بالملامة على الخليفة المستعصم (لغفلته وعجزه، وأن ابن العلقمي قد نصحه بالتيقظ والاستعداد ولكن حاشية الخليفة، التي كانت تحسد ابن العلقمي وتكرهه أوهمت الخليفة بعدم وجود أي خطر من التتار، وأن الوزير إنما يعظِّم ذلك لينفق سوقه، ولتبرز إليه الأموال ليجند بها العساكر فيقتطع منها لنفسه (ابن طباطيا الفخري، =

<<  <   >  >>