للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمرافقته، فاستغل يوسف، مكانته لدى المنصور وحب اليمنية للإمام علي وأهل البيت، لنشر مذهبه في التشيع في أوساط العامة وخاصة في دروسه التي يلقيها بالجامع تدريجيًا حتى لم يبق مذهب من مذاهب العجم - كما يقول زبارة - إلّا دسه في ذلك، فعظم الخطب حتى وصل الأمر إلى سب كبار الصحابة، واستمر على ذلك إلى أن طرد من اليمن عام ١١٦٦ هـ، عندما طرده المهدي عباس بن الحسين (حكم من سنة ١١٦١ هـ - ١١٨٩ هـ)، بعدما تبين له مسؤوليته عن إثارة الفتنة وتهييج العامة ضد العالم الكبير محمد إسماعيل الأمير التي استهدفت قتله، بتهمة النصب ومعاداة أهل البيت (١).

ثانيًا: أما المسألة الثانية التي نريد التنبيه عليها في ما يتعلق ببعض الهفوات التي وقع فيها الإمام الشوكاني في هذا الكتاب:

بما أنه لا عصمة لأحد من البشر سوى الأنبياء، فإن أي إنسان يظل عرضة للخطأ مهما بلغ حظه من الكمال والعلم، وهذا من أعظم العبر، وقد تكون تلك الأخطاء التي يقع فيها العلماء، هي في الأمور التي لا يجهلون خطأها، وقد يسبق لهم أن نبهوا الأخرين - سلفًا - إلى عدم الانزلاق إليها، وهذا ما حصل بالفعل لكبار أعلام الفكر الإسلامي، وخاصة المكثرين منهم في التصنيف، كابن حزم الأندلسي، وأبو حامد الغزالي وأبو الفرج بن الجوزي وابن تيمية والسيوطي .. إلخ. ونفس الشيء حصل للشوكاني. وإن كانت أخطاؤه أقل ممَّن ذكرناهم بسبب منهجه العلمي وبعده عن أي تعصب مذهبي - فإنا نلاحظ عليه، أنه قد يبتعد قليلًا عن المنهج العلمي الذي


(١) راجع بالتفصيل ترجمة، يوسف العجمي في: زبارة/ نشر العرف ٣/ ٤٠٠ - ٤٠٣، كما أشار إليه الشوكاني في ترجمة محمد بن إسماعيل الأمير، انظر البدر الطالع ٢/ ١٣٤.

<<  <   >  >>