للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(راجع ص ٢١١ - ٢١٢) وإلا لما كان هناك أي فارق بين عمله وعمل محمد بن عبد الوهاب الذي يستنكره الشوكاني (١).

ولذلك آثر التريث عن تبني إخراج تلك الفكرة إلى حيز التنفيذ العملي، حتى تحين الظروف المناسبة مع إصراره على التمسك بصواب فكرته والتحسر على عدم تنفيذها، فيقول:

"وبعد فإني أرجو الله أن يمكن منهم فتجرى عليهم الأحكام الشرعية وينفذ فيهم ما يقتضيه مُرَّ الحق ونص الدليل، وقد علم الله أني أجد من الحَسْرة والتلهف ما لا يقادر قدره ولا يمكن التعبير عنه لأنه ليس بتغاض عن مبتدع ولا بمجرد سكوت عن انتهاك حرمة من حرمات الشرع، بل هو سكوت عن الكفر .. " (ص) (٢١١).

ويضيف: "فبهذه الأسباب علمت أن قيامي عليهم لا يجدي إلّا ثوران فتنة وظهور محنة، .. اللهم إني اشهدك وأنت خير الشاهدين، أني أول حاكم بسفك دم من صدر منه ذلك، وأول مُفتٍ بقتل من فعل شيئًا منه أو قال به عند أول بارقة من بوارق العدل .. " (ص ٢١٢).

فنحن نجد أن أقواله هذه التي "لا تخلو من الشطط وحِدَّه العاطفة" كما يقول الدكتور: إبراهيم رفيدة (٢) قد جاءت مخالفة لدعوته في هذا الكتاب للعلماء لاستعمال الرفق، والتلطف عند قيامهم بمهمة الإصلاح والتغيير،


(١) انظر قصيدته التي يستنكر فيها أعمال صاحب نجد على تكفيره للناس وسفك دمائهم والتي مطلعها:
إلى الدرعية القرآء تسري … فتخبرها بما فعل الجنود
في: التقصار للشجني ص ١٨٠ - ١٨٢.
(٢) د. إبراهيم عبد الله رفيدة، الإمام محمد بن علي الشوكاني العالم المجتهد المفسر، مجلة "دراسات يمنية" العدد (٤٠) صيف ١٩٩٠ ص ٣٤٤.

<<  <   >  >>