للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واعتماد أسلوب الحوار والإقناع في التعامل مع المخالفين والمتعصبين، وأن يتعاملوا مع الناس على قدر عقولهم واستعداداتهم وينصحهم بألّا يتسرب اليأس إلى نفوسهم، وينصحهم بالتحلي بالصبر فلا بدّ أن يعثروا على الوسيلة المناسبة لنشر العلم وتغيير الأفكار والعادات البعيدة أو المخالفة للإسلام، وأن أقل شيء يستطيع العالم أن يفعله مع أشد الناس تعصبًا، أن يقلل من درجة تعصبه، إذا لم يتمكن من إصلاحه (انظر ص ١٦٠ - ١٦٥، ١١٣ - ١٢١).

كما أن رأيه هذا جاء متعارضًا كذلك مع آرائه في مسألة تكفير الخصوم والمخالفين من أهل القبلة التي ضمنها معظم كتبه وأوضح فيها مخاطر التكفير، وآثاره السلبية على الفرد والمجتمع وعلى الإسلام (١).

ونجد أن مواقف الشوكاني تجاه هؤلاء المقلدين وأسباب حدّته عليهم، متشابه إلى حد كبير، مع ظروف ومواقف ابن حزم الأندلسي تجاه هذه الفئة، إذ يعلل الأستاذ: المكي إقلايينه لمواقف ابن حزم تجاه المقلدين ونقده العنيف لهم ترجع إلى كراهيته للتقليد - فالتقليد غير مقبول عنده - أما السبب المباشر، فيرجع إلى تهجمهم عليه وكيدهم له (٢).

وكذلك الشوكاني، فهو بالإضافة إلى تحريمه للتقليد، ونقده للمقلدة،


(١) انظر عن تراجع الشوكاني عن تكفير المتصوفة: البدر الطالع ٢/ ٣٧، عن آرائه في خطورة التكفير راجع: وبل الغمام في شفاء الأوام (مخطوط) ص ٣٩ - ٤٠، الصوارم الحداد (مخطوط) ص ١٥٣؛ قصيدته التي سبق الإشارة إليها في: التقصار ص ١٨٠ - ١٨٢ وفي بعض رسائله مثل: كلام على حديث بني الإسلام على خمس (مخطوط)؛ بحث في الصلاة على المديون (مخطوط)؛ السيل الجرار ٤/ ٥٧٨، إرشاد الفحول ص ٢٦٠.
(٢) انظر المكي إقلايينة، ابن حزم الأندلسي وأثره في الدراسات الحديثية ١/ ٦٩ - ٨٢ نقلًا عن: النظم التعليمة عند المحدثين في القرون الثلاثة الأولى (لنفس الباحث)، قطر: (سلسلة كتاب الأمة رقم ٣٤) (رجب ١٤١٣ هـ) ص ١٢٧ (هامش).

<<  <   >  >>