صباه، وقرأ بعض الكتب الدرسية
على أهل عصره، ثم لازم دروس السيد محمد بن دلدار على النصير آبادي المجتهد بلكهنؤ، وأخذ
عنه الفقه والأصول والكلام والحديث، وأجازه السيد محمد المذكور وابن أخيه السيد تقي، ثم سافر
للحج والزيارة، فلما وصل إلى لاهور سكن بها عند النواب علي رضا خان الشيعي اللاهوري، وأقام
بها زماناً، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، وسافر إلى العراق، وحصلت له الإجازة عن الشيخ
مرتضى الأنصاري والعلامة الأردكاني وجمع كثير من العلماء، ثم رجع إلى لاهور وتصدر
للإجتهاد.
له مصنفات كثرة، منها: كتاب البشري شرح مودة القربى للهمداني، وحقائق لدنى شرح خصائص
النسائي، وسيادة السادة في الأنساب، وأشهر مصنفاته لوامع التنزيل وسواطع التأويل في تفسير
القرآن الكريم بالفارسي في إثنى عشر مجلداً، وزيادة إلى قوله تعالى: " يا بني اذهبوا فتحسسوا من
يوسف وأخيه، إلخ".
مات لأربع عشرة خلون من محرم سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف ببلدة لاهور.
السيد أبو القاسم الهنسوي الفتحبوري
السيد الشريف أبو القاسم بن عبد العزيز بن سراج الدين الحسيني الواسطي الهنسوي الفتحبوري،
أحد العلماء الصالحين، ولد لخمس خلون من ربيع الأول سنة خمس وسبعين ومائتين بعد الألف ببلدة
نصير آباد، ونشأ في مهد العلم والمشيخة، ولازم عمه السيد عبد السلام بن أبي القاسم الحسيني
النقشبندي، وأخذ عنه العلم والمعرفة، وحصلت له الإجازة عن الشيخ عبد الرحمن بن محمد الباني
بتي المحدث، والشيخ الصالح أمين الدين الحكيم الكهنتوي والسيد ضياء النبي بن سعيد الدين الشريف
الحسني الرائي بريلوي والسيد الوالد - رحمهم الله ونفعنا ببركاتهم -.
وكان صالحاً نقياً تقياً، حليماً متواضعاً، بشوشاً طيب النفس كريم الأخلاق.
له اشتغال بالمطالعة والتأليف مع تودد ومواساة وبر واشتغال بخاصة النفس، كانت بينه وبين الشيخ
العلامة رشيد أحمد الكنكوهي مراسلات ومكاتبات، وكذلك راسل العارف الكبير الشيخ الأجل إمداد
الله بن محمد أمين العمري التهانوي المهاجر إلى مكة المكرمة، وكانت له عناية بجمع مآثر أسلافه
الكرام، جمع رسائل الإمام الشيخ ولي الله المحدث الدهلوي وابنه العلامة المحدث عبد العزيز والشيخ
محمد عاشق البهلتي وغيره، الواردة إلى الشيخ أبي سعيد بن محمد ضياء بن آية الله بن علم الله
النقشبندي البريلوي في مجموعة، وسماها مكتوب المعارف، وله من المؤلفات نور على نور ترجمة
سرور المحزون في السيرة للشيخ الإمام المحدث ولي الله الدهلوي، وعرض مخلصان وشعلة جان
سوز ومآثر السلام وبركات أحمدية كلها في أردو، ومجموع فتاوي.
توفي في ثاني عشر ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف، ودفن بجوار عمه الشيخ الكبير
عبد السلام بن أبي القاسم الهنسوي.
الحكيم أجمل بن محمود الدهلوي
المعروف بمسيح الملك حكيم أجمل خان
الشيخ الفاضل العلامة أجمل بن محمود بن صادق بن شريف الحنفي الدهلوي، الحكيم الحاذق،
المشهور بحاذق الملك، أحد الأذكياء الماهرين في الصناعة الطبية.
ولد بدار الملك دهلي سنة أربع وثمانين ومائتين بعد الألف، وحفظ القرآن وقرأ العلم على صديق
أحمد الدهلوي، والشيخ عبد الحق الكمتهلوي المفسر، والمولوي عبد الرشيد الرامبوري، ومرزا عبيد
الله بيكئ وغيرهم من العلماء، وقرأ الكتب الطبية بعضها على والده، وأكثرها على صنوه الكبير عبد
المجيد خان، ولازمهما مدة طويلة، واشتغل بالتدريس في المدرسة التي أسسها صنوه عبد المجيد
بدهلي سنة ١٣٠٩ هـ، فدرس بها زماناً، ثم استقدمه نواب حامد علي خان صاحب رامبور إلى بلدته،
وجعله رئيس الأطباء، فأقام بها مدة، ثم رجع إلى دهلي وقام مقام أخيه في التدريس والمداواة، وأسس
مدرسة لتعليم القابلات، وأسس مارستاناً مختصاً للنساء، وأسس مؤتمراً