للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بن الحسين الأجي، كلاهما عن أبيهما الشيخ جلال الدين

الحسين بن علي البخاري، ثم لبس الخرقة من الشيخ ركن الدين أبي الفتح الملتاني، ولبس

من الشيخ عفيف الدين عبد الله المطري بالمدينة المنورة، ثم من الشيخ إمام الدين

الكاذروني الشيخ شرف الدين محمود ابن الحسين التستري المعمر سنة ثمان وأربعين

وسبعمائة، والشيخ حميد الدين محمد بن النجيب الحسيني السمرقندي والشيخ نصير الدين

محمود بن يحيى الأودي والشيخ شمس الدين محمد بن يحيى الأودي والشيخ قطب الدين

المنور الهانسوي وخلق آخرين من المشايخ الأجلة.

وكان عالماً بارعاً مجتهداً في الطاعات والخيرات متعبداً مرتاضاً فقيهاً محدثاً حنفياً في

الأصول والفروع، يفتي على مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله، ويعمل بالعزيمة ولا يتتبع

الرخص.

وله مختارات في المذهب، وكان يجوز القراءة خلف الإمام في الصلاة، كما في جامع العلوم،

وكان يجوز الصلاة على الغائب من الموتى، كما في الخزينة.

وكان رحمه الله متوقد الذهن جموم القريحة في نهاية من الفطنة وسرعة الخاطر وحلاوة

المنطق وعذوبة البيان وحسن الإنشاء وشرف الطبع وكرم الأخلاق، اشتغل عليه خلق

كثير من قاص ودان وتخرج عليه جماعات من الفضلاء، وقصدته الطلبة والمسترشدون

حتى صار علماً مفرداً في الهند، وانتهت إليه المشيخة، ولاه السلطان محمد شاه تغلق

مشيخة الإسلام في أرض السند وبايعه فيروز شاه، وهو قدم دهلي في عهده غير مرة، وله

خطب مبتكرة وإنشاءات بديعة وفوائد جمة.

ومن فوائده رحمه الله

إعلموا رحمكم الله تعالى أنه يلزم العبد المسلم في يوم وليلة خمسون فريضة في كتاب الله عز

وجل فمن يحفظها فهو عالم ومن لا يعلم هذه الفرائض فهو جاهل عاص مذموم ولا عذر له

عند الله تعالى يوم القيامة: أولها معرفة الله تعالى بالربوبية لقوله تعالى "وما خلقت الجن

والإنس إلا ليعبدون" معناه ليعرفون، والثاني: الإقرار بالوحدانية لقول الله تعالى "وإلهكم إله

واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم"، والثالث: الوفاء بالعهود لقوله تعالى "وأوفوا بعهدي

أوف بعهدكم" والرابع: الإخلاص بالعبودية لقوله تعالى "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له

الدين" وقوله "فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً،

والخامس: إطاعة الله تعالى والرسول لقوله تعالى "ومن يطع الرسول فقد أطاع الله

والسادس: الإيمان بوعد الله لقوله تعالى "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها"- إلى

قوله "في كتاب مبين والسابع: الرضا بما قسم الله تعالى، لقوله تعالى "نحن قسمنا بينهم

معيشتهم في الحيوة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات" الثامن: الحب في الله تعالى،

لقوله تعالى "لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله التاسع:

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لقوله تعالى "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض

العاشر: معرفة النفس ومحاربتها لقوله تعالى "إن النفس لأمارة بالسوء الحادي عشر:

محاربة الشيطان لقوله تعالى "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً الثاني عشر: الخوف

من الله والاستخفاء لقوله تعالى "يستخفون من الله وهو معهم"، وقوله تعالى "إنما ذلكم

الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين الثالث عشر: الدعاء من

الله تعالى، لقوله تعالى "يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون" خوفاً من عصيانه

وطمعاً في رحمته، الرابع عشر: الحذر من مكر الله لقوله تعالى "فلا يأمن مكر الله إلا القوم

الخاسرون الخامس عشر: أن لا يقنط من رحمة الله تعالى لقوله تعالى "لا تقنطوا من رحمة

الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم السادس عشر: ستر العورة لقوله

تعالى "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد"، والزينة ما يواري به العورة، السابع عشر:

طلب العلم لقوله تعالى "فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون الثامن عشر: الوضوء لقوله

تعالى "يأيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلوة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق

وامسحوا برؤسكم

<<  <  ج: ص:  >  >>