لا سيما المسلمون الغافلون فهم يرجون أجراً ولا يقضون ما وجبا
الدهر ذو خول والمرء مرتهن يجزي سواء بما ألغى وما كسبا
الله قدر في الدنيا بحكمته لكل واقعة أو حادث سببا
الأمر والحكم أيام مداولة بين الخلائق والدنيا لمن غلبا
الحرب ترفع أقواماً وتخفضهم وإن للناس في تسليطهم نوبا
أما الحديث فقد زالت مهابته كن حامل السيف أو من تحمل الخشبا
لا يعصمنك من ضرب البنادق لا وإن تطبقت تحت الجوشن اليلبا
فالعلم في عصرنا اشتدت سواعده وعن ان لنا في جمعه أربا
وربنا الله لا تحصى مواهبه والعلم أكبر ما أعطى وما وهبا
بالعلم كرمنا والعقل فضلنا لولاهما للقينا الكد والنصبا
كل يريد علوا لا يليق به فإن في العلم سراً كان محتجبا
المترفون هم الفساق أكثرهم يبذرون تلاد المال والنشبا
إن ينتهوا ينتهوا عن سوء فعلهم للعجز والضعف لا خوفاً ولا رهبا
أخلاف قوم علوا في الأرض مرتبة وآمنوا بنبي شرف العربا
ضلوا طريق الهدى والدين قد نبذوا وراءهم فاستحقوا المقت والغضبا
لتهلك القوم حتى لا معاش لنا ولا كفافاً إذا لم ناله دأبا
الجهل فقر وداء لا شفاء له ولا نهاية إلا الموت والعطبا
بالقل والذل دنيانا مكدرة والدين فينا ينادي الويل والحربا
إلى غير ذلك، مات بالفالج سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف ببلدة دهلي.
شيخنا السيد نذير حسين الدهلوي
الشيخ الإمام العالم الكبير المحدث العلامة نذير حسين بن جواد علي بن عظمة الله بن الله بخش
الحسيني البهاري ثم الدهلوي، المتفق على جلالته ونبالته في العلم والحديث.
ولد سنة عشرين وقيل خمس وعشرين ومائتين وألف بقريته سورج كدها من أعمال بهار - بكسر
الموحدة - ونشأ بها، وتعلم الخط والإنشاء، ثم سافر إلى عظيم آباد وأدرك بها السيد الإمام الشهيد
أحمد بن عرفان الحسني البريلوي وصاحبيه الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي والشيخ عبد
الحي بن هبة الله البزهانوي سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف، فملأ قلبه من الإيمان وغشيه نور
المعرفة، فسافر للعلم وأقام ببلدة إله آباد أياماً وقرأ المختصرات على أعيان تلك البلدة، ثم سافر إلى
دهلي وأقام في مقامات عديدة في أثناء السفر حتى دخل دهلي سنة ثلاث وأربعين، فقرأ الكتب
الدرسية على السيد عبد الخالق الدهلوي والشيخ شير محمد القندهاري والعلامة جلال الدين الهروي،
وأخذ الأصول والبلاغة والتفسير عن الشيخ كرامة العلي الإسرائيلي صاحب السيرة الأحمدية،
والهيئة والحساب عن الشيخ محمد بخش الدهلوي، والأدب عن الشيخ عبد القادر الرامبوري وفرغ
من ذلك في خمس سنين، ثم تزوج بابنة الشيخ عبد الخالق المذكور، ولازم دروس الشيخ المسند
إسحاق بن محمد أفضل العمري الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز بن ولي الله، وأجازه الشيخ المذكور
سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف حين هجرته إلى مكة المشرفة، فتصدر للتدريس والتذكير والإفتاء،
ودرس الكتب الدرسية من كل علم وفن لا