أساتذة المدرسة العالية بديوبند، ثم ذهب إلى كنكوه وأخذ الحديث والطريقة عن الشيخ رشيد
أحمد الحنفي الكنكوهي، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وصحب الشيخ إمداد الله بن محمد أمين
التهانوي المهاجر زماناً، ورجع إلى الهند، فولي التدريس ببلدة بنارس ثم بمظفربور، فدرس وأفاد مدة
من الزمان، ثم ترك البحث والاشتغال، ودار البلاد ولقي المشايخ وأخذ عن الشيخ حسين علي
النقشبندي وعن غيره من المشايخ بالحدود، ثم سكن ببلدة لكهنؤ في الجامع الكبير بتل الشيخ بير
محمد اللكهنوي، وحصل له القبول العظيم، وانتفع به خلق كثير، أكثرهم من المحامين والقضاة،
والموظفين الكبار وأهل الوجاهة، وحسنت أحوالهم وأخلاقهم، وعمرت أوقاتهم بالأوراد والأذكار.
وكان عنده توسعاً فيما تقيد به مشايخ البلاد من العوائد والرسوم كالفاتحة والأعراس وغير ذلك.
كانت وفاته في اليوم السادس عشر من جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وثلاثمائة وألف، وصلى
عليه جمع كبير، ودفن فوق التل أمام المسجد.
مولانا وجيه الدين المدراسي
الشيخ الفاضل وجيها لدين بن أحسن الله النيلوري المدراسي ثم الحيدر آبادي، أحد العلماء المبرزين
في العلوم، ولد يوم الجمعة لثلاث خلون من رمضان سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف، وقرأ العلم
على القاضي ارتضا على الكوباموي وعلى غيره من العلماء بمدراس، ثم سافر إلى حيدر آباد وولي
التدريس في المدرسة العالية النظامية، فدرس وأفاد بها مدة عمره.
وكان من أجلة العلماء، له مهارة في جميع العلوم معقولاً ومنقولا، ذكره السيد الوالي في
مهرجهانتاب، مات لثلاث بقين من ذي الحجة سنة عشر وثلاثمائة وألف بحيدرآباد.
المفتي وجيه الدين الكاكوروي
الشيخ الفاضل المفتي ثم القاضي وجيه الدين بن عليم الدين بن نجم الدين الكاكوروي، أحد العلماء
الصالحين، ولد في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وألف، وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ فضل الله
العثماني النيوتيني، ثم أسند الحديث عن الشيخ حسين أحمد المليح آبادي والشيخ آل محمد بن محمد
إمام البهلواروي، وولي الإفتاء، ثم تدرج إلى خدمات أخرى حتى صار صدر الصدور.
وكان صالحاً ديناً تقياً، مهاباً رفيع القدر، له ترجمة العبادات من شرح الوقاية، بالفارسية، مات غرة
ربيع الأول سنة خمس وثلاثمائة وألف، كما في مجمع العلماء للشيخ منظور الدين الكاكوروي.
مولانا وحيد الزمان الحيدر آبادي
المعروف بنواب وقار نواز جنك
الشيخ العالم الكبير المحدث وحيد الزمان بن مسيح الزمان بن نور محمد بن شيخ أحمد العمري
الملتاني ثم الحيدر آبادي نواب وقار نواز جنك بهادر، كان من العلماء المشهورين وكبار المؤلفين.
ولد بكانبور سنة سبع وستين ومائتين وألف، وقرأ الكتب الدرسية على المفتي عناية أحمد
الكاكوروي والمولوي سلامة الله البدايوني والمفتي لطف الله الكوئلي والقاضي بشير الدين العثماني
القنوجي وعلى غيرهم من العلماء بكانبور، ثم لازم العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي وأخذ
عنه، وسافر إلى الحجاز غير مرة، مرة سنة سبع وثمانين وأخرى سنة أربع وتسعين، ومات والده
بمكة المباركة سنة خمس وتسعين فحج وزار واستفاد من الشيخ عبد الغني المجددي المهاجر إلى
المدينة المنورة ومن غيره من العلماء وشيوخ الحديث وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد بن عيسى بن
إبراهيم الشرقي الحنبلي، ثم رجع إلى الهند وحصلت له الإجازة عن السيد المحدث نذير حسين
الدهلوي وشيخنا القاضي حسين بن محسن الأنصاري اليماني وشيخنا وبركتنا فضل الرحمن بن أهل
الله البكري المراد آبادي وبايعه في الطريقة القادرية، وكتب له الشيخ بالدخول في الطريقة النقشبندية
بعد زمان ثم سكن بحيدرآباد، وخدم الدولة الآصفية أربعاً وثلاثين سنة، فتدرج إلى خدمات جليلة حتى
صار معتمداً للوزير، ولقبه صاحب الدكن نواب وقار نواز جنك بهادر وكان ذلك سنة أربع عشرة