كذلك براً تقياً ورعاً ناسكاً
صواماً قواماً ذاكراً لله سبحانه في كل حال رجاعاً إليه في كل أمر وقافاً عند حدوده وأوامره ونواهيه.
له قصائد بالفارسية عارض بها عرفي ومنظومة بالهندية في الفتوح الاسلامية.
مات يوم عاشوراء سنة ثلاثمائة وألف بمدينة طوك كما في السيرة العلمية.
السيد أبو القاسم التستري
الوزير الكبير أبو القاسم بن الرضي الحسيني الجزائري التستري نواب مير عالم خان كان من
الرجال المشهورين بالرئاسة والسياسة، قدم والده إلى حيدر آباد، وتقرب إلى أولياء الأمور فأقطعوه
أقطاعاً في بتن جرو من أعمال حيدر آباد تغل له ثلاثة آلاف ربية في كل سنة، وكان له ولدان
أشهرهما أبو القاسم، ولد ونشأ بحيدر آباد وقرأ الفقه والحديث والتفسير والعربية على والده، وبرع
وفاق أقرانه في اللغة والتاريخ والفقه والأصول وكثير من الفنون الحكمية، ثم تقرب إلى ارسطوجاه
وزير الدكن فبعثه بالسفارة إلى كلكته فسافر إليها ورجع حائزاً على مأموله، ثم بعثه إلى كلكته مرة
ثانية في سنة سبع ومائتين وألف وفي ذلك الزمان جعله قائداً على جيوشه التي حشدها لإعانة
الجيوش الإنكليزية على تيبو سلطان فأغاروا عليه وقتل السلطان ومن معه من الأمراء في تلك
المعركة، فلما رجع إلى حيدر آباد لم يلتفت إليه أرسطوجاه زعماً منه أنه منافس له في الوزارة،
فاعتزل في بيته مدة من الزمان، ولما مات أرسطوجاه ومات نظام علي خان صاحب الدكن وتولى
المملكة سكندر جاه بن نظام علي خان المذكور، شفع له الإنكليز، فاستوزره سنة تسع عشرة ومائتين
وألف، فاستقل بالوزارة إلى مدة حياته.
ومن مآثره الجميلة بركة عظيمة بحيدر آباد ورباطات كثيرة بناها بين حيدر آباد ونهر كشنا بكسر
الكاف في جهة الغرب وبينها وبين بهمن آباد في الطرق والشوارع، ومن مستعمراته الحديقة الغناء
بحيدر آباد، وثغر على نهر موسى ومن مصنفاته حديقة العالم كتاب بسيط في تاريخ الدكن في
مجلدين.
السيد أبو القاسم الهسوي
السيد الشريف أبو القاسم بن مهدي بن الحسين الحسيني الواسطي الهسوي الفتحبوري أحد كبار
المشايخ النقشبندية، ولد ونشأ بهسوه بفتح الهاء قرية جامعة من أعمال فتحبور وسافر للعلم إلى دهلي
فقرأ الكتب على أساتذة عصره، ثم لازم الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي، وأخذ عنه الطريقة، ولما
بلغ رتبة الكمال رجع إلى موطنه، وتولى الشياخة بها أخذ عنه ولده الشيخ الكبير عبد السلام بن أبي
القاسم الهسوي والشيخ حسن علي الحسيني الفتحبوري وخلق آخرون، وكان رحمه الله عم أمي
الكريمة رحمهما الله تعالى.
مات لست خلون من ربيع الأول سنة ست وستين ومائتين وألف بهسوه فدفن بها.
السيد أبو الليث البريلوي
السيد الشريف أبو الليث بن أبي سعيد بن محمد ضياء بن آية الله بن الشيخ الكبير علم الله
النقشبندي البريلوي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة رائي بربلي في
زاوية جده السيد علم الله المذكور، وتفقه على أبيه، ثم أخذ عنه الطريقة وقام مقامه في الإرشاد
والتلقين، وسافر إلى الحجاز فحج وزار ورجع إلى الهند، وأقام بولاية مدراس ميسور زماناً طويلاً
حتى مات، وقبره في كوريال بندر على ساحل البحر.
وكانت وفاته في سنة ثمان ومائتين وألف كما في سيرة السادات للسيد الوالد.
الشيخ أبو المعالي البدايوني
الشيخ الفاضل أبو المعالي بن عبد الغني بن المفتي درويش محمد العثماني البدايوني أحد العلماء
المبرزين في العلوم الحكمية، درس وأفاد مدة عمره، أخذ عنه الشيخ سلامة الله البدايوني وخلق كثير
من العلماء.