مولانا عبد العزيز الدهلوي
الشيخ الفاضل عبد العزيز بن إلهي بخش بن محمد جميل الدهلوي أحد المشايخ المشهورين، ولد
بدهلي سنة إحدى عشرة ومائتين وألف، وقرأ النحو والعربية على مولانا كريم الله الدهلوي وقرأ
مشكاة المصابيح على الشيخ عبد العزيز ابن ولي الله الدهلوي وقرأ صحيح البخاري على الشيخ
إسحاق سبط الشيخ عبد العزيز المذكور واللوائح على الشيخ محرم علي الجشتي والمثنوي المعنوي
على مسكين شاه، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد غوث المارهروي، ولازمه مدة، ثم تولى الشياخة
بمدينة دهلي.
وكان حليماً متواضعاً صوفياً مستقيم الحال، مات يوم عاشوراء سنة ست وتسعين ومائتين وألف
بدهلي فدفن بمقبرة الشيخ الكبير عبد الباقي رحمه الله كما في رياض الأنوار.
سراج الهند حجة الله الشيخ عبد العزيز الدهلوي
الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة المحدث عبد العزيز بن ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي
سيد علمائنا في زمانه وابن سيدهم، لقبه بعضهم سراج الهند وبعضهم حجة الله، ولد ليلة الخميس
لخمس ليال بقين من رمضان سنة تسع وخمسين ومائة وألف كما يدل عليه لقبه المؤرخ لمولده: غلام
حليم حفظ القرآن، وأخذ العلم عن والده، فقرأ عليه بعضاً وسمع بعضاً آخر بالتحقيق والدراية،
والفحص والعناية، حتى حصلت له ملكة راسخة في العلوم، ولما توفي أبوه إلى جوار رحمة الله
تعالى ورضوانه وله ست عشرة سنة عند وفاة والده، أخذ عن الشيخ نور الله البرهانوي والشيخ
محمد أمين الكشميري، وأجازه الشيخ محمد عاشق بن عبيد الله البهلتي، كانوا من أجلة أصحاب
والده، فاستفاد منهم ما فاته على أبيه، وله رسالة فصل فيها ما قرأ على والده وعلى غيره من العلماء،
فقال: إنه أخذ بعض كتب الحديث مثل أحاديث الموطأ في ضمن المسوى ومشكاة المصابيح بتمامها
قراءة على والده، والحصن الحصين وشمائل الترمذي سماعاً عليه بقراءة أخيه الشيخ محمد، وصحيح
البخاري من أوله إلى كتاب الحج سماعاً عليه بقراءة السيد غلام حسين المكي، وجامع الترمذي وسنن
أبي داود سماعاً عليه بقراءة مولوي ظهور الله المراد آبادي، ومقدمة صحيح مسلم وبعض أحاديثه،
وبعض سنن ابن ماجه سماعاً عليه بقراءة محمد جواد البهلتي والمسلسلات، وشيئاً من مقاصد جامع
الأصول بقراءة مولوي جار الله نزيل مكة وشيئاً من سنن النسائي سماعاً عليه، وبقية هذا الكتاب من
الصحاح الستة قرأها سماعاً على خلفاء والده كالشيخ نور الله وخواجه محمد أمين، وأخذ غير ذلك
من الكتب إجازة عامة من أفضل خلفائه وابن خاله الشيخ محمد عاشق البهلتي وخواجه محمد أمين،
وإجازة والده لهما مكتوبة في التفهيمات الإلهية وشفاء العليل وهؤلاء قرؤا على والده مع أن الشيخ
محمد عاشق كان شريكاً في السماع والقراءة والإجازة لوالده عن شيخه أبي طاهر المدني وأسانيده
مذكورة في كتابه الإرشاد في مهمات الإسناد وفي غير ذلك من الرسائل.
وكان طويل القامة نحيف البدن، أسمر اللون، أنجل العينين، كث اللحية، وكان يكتب النسخ والرقاع
بغاية الجودة، وكانت له مهارة في الرمي والفروسية والموسيقى.
وقد قرأ عليه إخوته عبد القادر ورفيع الدين وعبد الغني وختنه عبد الحي ابن هبة الله البرهانوي،
وقرأ عليه المفتي إلهي بخش الكاندهلوي، والسيد قمر الدين السوني بتي مشاركاً لإخوته في القراءة
والسماع، وقرأ عليه الشيخ غلام علي بن عبد اللطيف الدهلوي صحيح البخاري قراءة عليه، وقرأ
عليه السيد قطب الهدى بن محمد واضح البريلوي الصحاح الستة، وأما غيرهم من أصحابه فإنهم
قرؤا على إخوته وأسندوا عنه وحضروا في مجالسه وسمعوا كلامه في دروس القرآن، واستفادوا منه
إلا ما شاء الله، وأما سبطه إسحاق بن أفضل العمري فإنه كان مقرئه يقرأ عليه كل يوم ركوعاً من
القرآن وهو يفسره وهذه الطريقة كانت مأثورة من أبيه الشيخ ولي الله وكان آخر دروس الشيخ ولي
الله المذكور، أعدلوا هو أقرب للتقوى ومن هناك شرع عبد العزيز وآخر دروسه كان "إن أكرمكم