للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشتغلاً بمطالعة الكتب والتصنيف، وكان يبدل مالاً خطيراً على جمع الكتب والآلات الرصدية،

وعلى تأسيس المدارس والكتاتيب، ويوظف العلماء، ويحسن إلى طلبة العلم، له آثار باقية في بلاد

الدكن من البلاد والقرى والحياض والجداول والجسور والقصور والمدارس والمساجد، منها قصر

جهان نما بناه بحيدر آباد سنة ثمان وثلاثين على طراز الأشكال الهندسية، وجمع فيه الكتب والآلات

الرصدية مما يكبر جمعها.

ومن مآثره كتابه شمس الهندسة صنفه سنة إحدى وأربعين وهو مأخوذ في الأعمال والأشكال

المسطحة والمجسمة من كتاب موسى كلارك وكان في اللغة الفرنساوية، فترجمه بالفارسية، وأضاف

عليها بعض الأعمال من الكتب الإنكليزية كخطوط الجيب والمماس والمخرج، وأضاف عليها غير

ذلك من الأعمال والأشكال من كتب أخرى حتى صار أجمع ما في الباب، وخطيباً في المحراب،

وأمر بطبع ذلك الكتاب بنفقته سنة إحدى وخمسين.

ومنها كتابه الستة الشمسية وهي ترجمة الرسائل الستة من الإنكليزية إلى الهندية من مصنفات

ريوري رنت جانس الإنكليزي في الجر الثقيل والهيئة الفيثاغورثية وعلم الماء وعلم الهواء وعلم

الأنظار وعلم البرق، صنفه باعانة السيد أمان علي الدهلوي وغلام محيي الدين الحيدر آبادي ومستر

جونس ومستر بيدستي سنة أربع وخمسين، ثم أمر بطبعه وتقسيمه على العلماء سنة سبع وخمسين

وكذلك أمر بطبع رسالته في المناظر وأخرى في الأصطرلاب، وأمر بترجمة الكتابين في علم

الكيمياء، فترجمهما مير شجاعة على المتلقب بكرم من الإنكليزية إلى الهندية، وفي سنة ثمان

وخمسين أسس مدرسة بحيدر آباد وكتاتيب كثيرة تابعة لها، وفي سنة ستين اصطفى من تلك الكتاتيب

عشراً من المتخرجين، وبعثهم إلى المدارس الانكليزية لتحصيل الطب المغربي على نفقته.

مات سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، كما في تاريخ خورشيد جاهي.

مرزا فخر الدين اللكهنوي

الأمير الفاضل فخر الدين بن محسن الزمان بن فخر الدين بن زين الدين العالمكيري الدهلوي ثم

الشيعي اللكهنوي، كان من العلماء المشهورين في الهيئة والحساب واستخراج التقويم والإنشاء

والشعر، وكان له يد بيضاء في خطوط النسخ والتعليق والرقاع، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ النحو

والصرف على مولوي ثناء الله تلميذ ملا حسن، وقرأ المنطق والحكمة على ملا مبين بن محب الله

اللكهنوي، وأخذ الفنون الرياضية عن العلامة تفضل حسين ولازمه مدة من الزمان، وتفقه على السيد

دلدار علي الحسيني الشيعي اللكهنوي المجتهد ثم ولي علي بخشيكري في أيام تفضل حسين المذكور.

له مصنفات منها: الصيدية صنفها لآصف الدولة، ومنها حاشية على تحرير الأقليدس وحاشية على

المجسطي.

مات في آخر رجب سنة ثلاثين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي.

مولانا فخر الدين الويلوري

الشيخ العالم الفقيه فخر الدين الشافعي الويلوري المدراسي أحد فحول العلماء، كان مديم الاشتغال

بالعلم، كثير الدرس والإفادة، انتفع به خلق كثير، كما في تاريخ النوائط.

الشيخ فدا حسين الألوري

الشيخ الفاضل فدا حسين الرسول شاهي الألوري أحد المشايخ المشهورين، كان من نسل الشيخ أبي

يعقوب يوسف بن أبي أيوب الهمداني، أخذ الطريقة عن الشيخ مظفر حسين الميرتهي، ثم الألوري،

وقرأ عليه العلوم المتعارفة، ولازمه ملازمة طويلة، ولما مات الميرتهي تولى الشياخة مكانه، وكان

على قدم مشايخه في الترك والتجريد وإدمان الخمر والحشيش، دخل دهلي واعتزل بها أربعين سنة.

مات لثمان عشرة خلون من محرم سنة تسع وخمسين ومائتين وألف، كما في آثار الصناديد.

<<  <  ج: ص:  >  >>