للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإنكليزي حاكم الولاية الشمالية المتحدة،

وقيل: إنه كان يؤيده في التصنيف ويتتبع له الدلائل والشواهد، سمعتها من غير واحد من رجال

بدايون.

ومن مصنفاته حاشية على شرح هداية الحكمة للشيرازي، وحاشية على فصوص الفارابي وثلاثة

دواوين في الشعر العربي والفارسي والهندي، أما ديوان الشعر العربي فقد رأيته ووجدته كله في

مديح السيد عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه، أطرى في مدحه وأفرط، ومن شعره على علاته

قوله:

لا يفزعنك أنواء وساعات ولا يهمك أيام وليلات

ولا تظن لنجم سعداً أو نحساً فإنها لوجود الحق آيات

ولا تعلق بهجو الدهر والشهر فإنما هي أوقات وآنات

وناد شيخك واستشفع به عجلاً ولا تؤخر ففي التأخير آفات

تبارك الله لا سكر ولا صحو فياله من كؤوس الوصل نشوات

وجمع جمع وجمع الفرق والجمع له عن الله أحوال عليات

توفي سنة أربع وسبعين ومائتين وألف.

نواب فيض الله خان الرامبوري

الأمير الكبير فيض الله بن علي محمد الرامبوري نواب فيض الله خان كان من الرجال المعروفين

بالرئاسة والسياسة، ولد ونشأ في نعمة أبيه وسار معه إلى دهلي ثم إلى سرهند في أيام محمد شاه

الدهلوي، وكان بسرهند إذ جاء أحمد شاه الدراني، وشن الغارة على سرهند، فحمله معه إلى قندهار

فلبث عنده مدة، ثم دخل الهند وجاء إلى آنوله فحصلت له قطعة صغيرة من الملك تحصل له منها

خمسة لكوك نصف مليون في كل سنة، فاستقر برامبور، وأضاف في ملكه تدريجاً، وبنى مدرسة

عظيمة برامبور.

وكان رجلاً حازماً مقداماً، حسن الصورة، مليح القول كثير التعبد، يجالس العلماء، ويذاكرهم في

العلم، ويحسن إليهم، مات لثمان عشرة خلون من ذي الحجة سنة ثمان ومائتين وألف، وكانت مدته

عشرين سنة، كما في يادكار انتخاب.

حرف القاف

مولانا قاسم بن أسد علي النانوتوي

الشيخ الإمام العالم الكبير محمد قاسم بن أسد علي بن غلام شاه بن محمد بخش الصديقي النانوتوي

أحد العلماء الربانيين، ولد بنانوته سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف، ودخل سهارنبور في صغر سنه،

وقرأ المختصرات على الشيخ محمد نواز السهارنبوري، ثم سافر إلى دهلي، واشتغل على الشيخ

مملوك العلي النانوتوي، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، ثم أخذ الحديث عن الشيخ عبد الغني بن

أبي سعيد الدهلوي، ولازمه مدة، وأخذ الطريقة عن الشيخ إمداد الله العمري التهانوي وصحبه

واستفاض منه فيوضاً كثيرة، واشتغل في المطبعة الأحمدية بدهلي للشيخ أحمد علي بن لطف الله

السهارنبوري وكان الشيخ في ذلك الزمان مجتهداً في تصحيح صحيح البخاري وتحشيته، ففوض إليه

خمسة أجزاء من آخر ذلك الكتاب، وكانت تلك الأجزاء عسيرة سيما في مقامات أورد فيها البخاري

على أبي حنيفة، فبذل جهده في تصحيح الكتاب وتحشيته، وبالغ في تأييد المذهب حتى استوفى حقه.

وكان أزهد الناس وأعبدهم وأكثرهم ذكراً ومراقبة وأبعدهم عن زي العلماء ولبس المتفقهة من

العمامة والطيلسان وغيرهما، وكان في ذلك الزمان لا يفتي ولا يذكر بل يشتغل في ذكر الله سبحانه

ومراقبته، حتى فتحت عليه أبواب الحقائق والمعارف، فاستخلفه الشيخ إمداد الله المذكور ومدحه بأن

مثل القاسم لا يوجد إلا في العصر السالف، ثم تزوج بأمره الشريف وصعد المنبر بتكليف الشيخ

مظفر بن محمود الكاندهلوي

<<  <  ج: ص:  >  >>