للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مهد

خاله الحكيم غلام علي بن أكمل علي البريلوي، وأخذ عنه وعن غيره من العلماء، ثم ولي الخدمات

الجليلة بمدينة لكهنؤ.

مات لثمان بقين من رجب سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف بمدينة بريلي، كما في مهر جهانتاب.

مولانا كرامة علي الجونبوري

الشيخ الصالح والمصلح الكبير كرامة علي بن إمام بخش بن جار الله بن كل محمد بن محمد دائم

الصديقي الحنفي الجونبوري أحد أكابر الفقهاء الحنفية ودعاة الإسلام ولد لسبع عشرة خلون من

المحرم سنة خمس عشرة ومائتين وألف بمدينة جونبور، وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ أحمد

علي الجرياكوتي وبعضها على مولانا أحمد الله الأنامي وبعضها على مولانا قدرة الله الردولوي وبايع

السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي ولازمه زماناً وعهد إليه السيد بالدعوة إلى الدين

والشرع والاصلاح وبشره بها، فسافر إلى بنكاله ودار البلاد للإرشاد وكان الناس بدواً أميين بعداء

عن المدنية والحضارة لا يلبسون من الثياب إلا ما يسترون به عوراتهم وكان النساء سافرات الوجوه

لا يحتجبن ولا يمتاز المسلمون عن الوثنيين في العادات والتقاليد والشعائر حتى في الأسماء، وكانوا

يفرون من أهل الحضر ويستوحشون من المصلحين فلم يزل يفتل في غاربهم ويتلطف بهم حتى

استأنسوا به واجتمعوا لديه فأرشدهم إلى الحق وهداهم إلى الدين الخالص وعلمهم وهذبهم وأصبح

نافذ الكلمة فيهم يعظمه الناس، ويتلقون إشاراته بالقبول وتغلغلت دعوته في أحشاء البلاد وأوغلت في

أوديتها وجبالها وقراها وأمصارها واهتدى به خلائق تعد بمآت الألوف.

وله مصنفات في الفقه والسلوك نحو مفتاح الجنة وقد نال قبولاً عظيماً وانتشاراً كبيراً ونقل إلى

لغات عديدة وأعيد طبعه مراراً وزينة المصلي وزينة القاري وزاد التقوي والكوكب الدري والدعوات

المسنونة وشرح الجزري ونور الهدى ورفيق السالكين وفيض عام ومكاشفات رحمت وقوة الإيمان

ونسيم الحرمين وغيرها من الكتب والرسائل.

وكان مجوداً يقرأ القرآن بلحن شجي يأخذ بمجامع القلوب سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار،

وأخذ القراءة عن السيد إبراهيم المدني والسيد محمد الاسكندراني وكان قليل الخبرة بالحديث، مات

يوم الجمعة لثلاث خلون من ربيع الثاني سنة تسعين ومائتين وألف برنكبور من أعمال بنكاله كما في

مفيد المفتي وغيره.

مولانا كرامة العلي الدهلوي

الشيخ العالم المحدث كرامة العلي بن حياة علي الإسرائيلي الشافعي الدهلوي صاحب السيرة

الأحمدية كان من كبار العلماء، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على الشيخ رفيع الدين بن ولي الله

الدهلوي والشيخ فضل إمام بن محمد أرشد الخير آبادي، وقرأ شيئاً من الحديث على الشيخ إسماعيل

بن عبد الغني الدهلوي، ثم أسند عن الشيخ إسحاق بن محمد أفضل سبط الشيخ عبد العزيز، ودرس

بدهلي مدة من الزمان، ثم سافر إلى حيدر آباد فولي العدل والقضاء بألف ربية شهرية، فاستقل به

عشرين سنة، ومن مصنفاته السيرة الأحمدية في مجلد ضخم بالعربية.

مات سنة سبع وسبعين ومائتين وألف بحيدر آباد فدفن بها.

السيد كرامة علي الجونبوري

الشيخ الفاضل الكبير كرامة علي الحسيني الشيعي الكجكانوي الجونبوري أحد العلماء المبرزين في

الفنون الرياضية، كان من نسل السيد حميد الدين الحسيني المحمد آبادي، ولد بقرية كجكانوان من

أعمال جونبور وقرأ المختصرات من النحو والمنطق على السيد ذاكر علي الجونبوري، ثم سافر إلى

لكهنؤ وقرأ المنطق والحكمة وغيرهما على مولانا ولي الله بن حبيب الله اللكهنوي، وأخذ الفقه

والحديث على مذهب الشيعة عن الشيخ نادر علي الشيعي اللكهنوي، ثم سافر إلى بلاد العجم

واستفاض عن كثير من العلماء، ثم ولي التدريس في المدرسة العربية بمشهد الرضاء في أيام

السلطان فتح علي شاه، ثم ولي الإنشاء في السفارة الإنكليزية ببلدة تبريز واستقل به مدة، ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>