قال محمد بن المبارك الحسيني الكرماني في سير الأولياء إن الشيخ نظام الدين قرأ عليه
سنة أجزاء من القرآن الكريم وشطراً من العوارف وكتاب التمهيد للشيخ أبي شكور
السالمي.
ومن كلامه: إن الله سبحانه يستحي من العبد أن يرفع يديه ويردهما خائبتين، ومنه: إن
الصوفي يصفو له كل شيء ولا يكدره شيء، وقال: الصوفي من رضي بالموجود ولا يسعى
بطلب المفقود، وقال: لو أردتم أن تبلغوا درجة الكبار فعليكم أن لا تلتفتوا إلى أبناء
الملوك! وقال: أرذل الناس من يشتغل بالأكل واللباس.
وبعث إلى السلطان غياث الدين بلبن كتاباً في شفاعة رجل فكتب: رفعت قصته إلى الله
ثم إليك فإن أعطتيه فالمعطي هو الله وأنت الشكور، وإن لم تعطه شيئاً فالمانع هو الله وأنت
المعذور- انتهى.
وله تعليقات نفيسة على عوارف المعارف، كما في كلزار أبراز، مات في خامس محرم الحرام
سنة أربع وستين وستمائة وله خمس وتسعون سنة، كما في سير الأولياء.
علاء الدين مسعود الدهلوي
السلطان علاء الدين مسعود بن فيروز بن الإيلتمش التركماني الدهلوي العادل الكريم، قام
بالملك بعد عمه معز الدين بهرام شاه سنة تسع وثلاثين وستمائة، وأحسن إلى الناس
وغمرهم بالبذل والعطاء، وخلص عميه جلال الدين مسعوداً، وناصر الدين محموداً من
الأسر، وولاهما على قنوج وبهرائج، وغزا كفار الهنود والتتر وفتح الفتوحات العظيمة.
قال منهاج الدين عثمان بن محمد الجوزجاني في طبقات ناصري: إنه كان عادلاً باذلاً كريماً
حسن الأخلاق عميم الإحسان، مال في آخر أمره إلى التنزه والتصيد وأفرط في ذلك،
فرغت عنه الأمراء واتفقوا على عمه ناصر الدين محمود فخلعوه يوم الأحد لسبع ليال بقين
من محرم سنة أربع وأربعين وستمائة.
مولانا منهاج الدين الترمذي
الشيخ العالم الفقيه منهاج الدين الترمذي ثم الملتاني أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول،
كان يدرس ويفيد بمدينة ملتان، قرأ عليه الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني كتاب النافع
في الفقه.
حرف النون
ناصر الدين قباجه المعزي
السلطان ناصر الدين قباجه المعزي الملك العادل كان من مماليك الشهاب محمد بن سام
الغوري، خدمه زماناً وقاتل أعداءه، فولاه الشهاب السند فملكها وفتح البلاد إلى ساحل
البحر وفتح لاهور غير مرة، وساس الأمور وأحسن إلى الناس، وقاتل جلال الدين خوارزم
شاه سنة إحدى وعشرين وستمائة، وقاتل الخلج سنة ثلاث وعشرين وستمائة فهزمهم،
وتزوج بابنتي قطب الدين أبيك واحدة بعد أخرى، وكذلك تزوج بابنة تاج الدين الدز، وكان
ولي عهده بعده ابنه علاء الدين بهرام شاه سبط قطب الدين أيبك ووزيره عين الملك فخر
الدين الحسين بن أبي بكر الأشعري.
وكان من أجواد الدنيا، اجتمع إليه السادة والأشراف، ووفد العلماء عليه من العراق
وخراسان والغور وغزنة، وكان عصره أحسن العصور وزمانه أنضر الأزمان، ولم يزل على
ذلك حتى سار إليه شمس الدين الإيلتمش سنة خمس وعشرين وستمائة وحاصر اج،
فانتقل ناصر الدين إلى قلعة بهكر فسير إليه شمس الدين ووزيره نظام الملك قوام الدين محمد
بن أبي سعد الجنيدي بعساكره فحاصره بقلعة بهكر وفتحت مدينة اج على يد شمس
الدين، فلما سمع ناصر الدين خبر الفتح بعث إلى شمس الدين ولده بهرام شاه ومعه الأحمال
والأثقال، وفتحت بهكر على يد نظام الملك وغرق ناصر الدين بماء السند، كان ذلك في
التاسع