للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بَرِحَ»، وَ «مَا دَامَ»، وَمَا تَصَرَّفَ مِنْهَا) أَيْ مِمَّا سَبَقَ، (نَحْوُ: «كَانَ وَيَكُونُ وَكُنْ»، وَ «أَصْبَحَ وَيُصْبِحُ وَأَصْبِحْ»؛ تَقُولُ) مِثَالًا عَلَى «كَانَ» وَأَخَوَاتِهَا: («كَانَ زَيْدٌ قَائِمًا»)، فَـ «زَيْدٌ»: اسْمُ «كَانَ» مَرْفُوعٌ، وَ «قَائِمًا»: خَبَرُ «كَانَ» مَنْصُوبٌ، (وَ) مِثْلُهُ فِي قَوْلِكَ: («لَيْسَ عَمْرٌو شَاخِصًا»، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ).

(وَأَمَّا «إِنَّ» وَأَخَوَاتُهَا: فَإِنَّهَا تَنْصِبُ الاسْمَ) أَيِ المُبْتَدَأَ، وَتُصَيِّرُهُ اسْمَهَا، (وَتَرْفَعُ الخَبَرَ)، وَتُصَيِّرُهُ خَبَرَهَا، (وَهِيَ: «إِنَّ»، وَ «أَنَّ»، وَ «لَكِنَّ»، وَ «كَأَنَّ»، وَ «لَيْتَ»، وَ «لَعَلَّ»؛ تَقُولُ: «إنَّ زَيْدًا قَائِمٌ»)، فَعَمَلُهَا خِلَافُ عَمَلِ «كَانَ» وَأَخْوَاتِهَا

ـ رَفْعًا وَنَصْبًا -، (وَ) مِثْلُهُ: («لَيْتَ عَمْراً شَاخِصٌ»، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ).

(وَمَعْنَى «إِنَّ» وَ «أَنَّ»: لِلتَّوْكِيدِ، وَ) مَعْنَى («لَكِنَّ»: لِلاسْتِدَرَاكِ، وَ) مَعْنَى («كَأَنَّ»: لِلتَّشْبِيهِ، وَ) مَعْنَى («لَيْتَ»: لِلتَّمَنِّي، وَ) مَعْنَى («لَعَلَّ»: لِلتَّرَجِّي وَالتَّوَقُّعِ).

(وَأَمَّا «ظَنَنْتُ» وَأَخَوَاتُهَا: فَإِنَّهَا تَنْصِبُ المُبْتَدَأَ) بَعْدَ أَنْ كَانَ مَرْفُوعًا قَبْلَ دُخُولِهَا، (وَ) تَنْصِبُ (الخَبَرَ) أَيْضًا بَعْدَ أَنْ كَانَ مَرْفُوعًا قَبْلَ دُخُولِهَا، وَذَلِكَ (عَلَى أَنَّهُمَا مَفْعُولَان لَهَا، وَهِيَ: «ظَنَنتُ»، وَ «حَسِبْتُ»، وَ «خِلْتُ»، وَ «زَعَمْتُ»، وَ «رَأَيْتُ»، وَ «عَلِمْتُ»، وَ «وَجَدْتُ»، وَ «اتَّخَذْتُ»، وَ «جَعَلْتُ»، وَ «سَمِعْتُ»؛ تَقُولُ: «ظَنَنْتُ زَيْدًا قَائِمًا»، وَ) مِثْلُهُ: («رَأَيْتُ عَمْرًا شَاخِصًا»، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ).

(بَابُ النَّعْتِ)

(النَّعْتُ) - أَيِ الصِّفَةُ -: هُوَ التَّابِعُ الَّذِي يُذْكَرُ لِوَصْفِ مَتْبُوعِهِ.

وَهُوَ (تَابِعٌ لِلْمَنْعُوتِ) أيِ المَوْصُوفِ (فِي) تَذْكِيرِهِ وَتَأْنِيثِهِ، وَإِفْرَادِهِ وَتَثْنِيَتِهِ وَجَمْعِهِ، وَ (رَفْعِهِ وَنَصْبِهِ وَخَفْضِهِ، وَتَعْرِيفِهِ وَتَنْكِيرِهِ) - وَسَيَأْتِي شَرْحُهُمَا -، (تَقُولُ: «قَامَ زَيْدٌ العَاقِلُ»)، فَـ «العَاقِلُ» نَعْتٌ لِـ «زَيْدٍ» لأَنَّهُ المَنْعُوتُ، فَزَيْدٌ هُوَ المَوْصُوفُ

<<  <   >  >>