ذَلِكَ بِضَوَابِطَ مُحَدَّدَةٍ.
وَمَا مَضَى بَيَانُهُ فِي البَابِ هُوَ مَا يُسَمَّى بِالتَّوْكِيدِ المَعْنَوِيِّ، أَمَّا اللَّفْظِيُّ فَلَمْ يَذْكُرْهُ المُصَنِّفُ، وَهُوَ تَكْرَارُ اللَّفْظِ أَوْ إِعَادَتُهُ بِمُرَادِفِهِ - اسْمًا كَانَ أَوْ فِعْلًا أَوْ
حَرْفًا -، نَحْوُ «رَأَيْتُ زَيْدًا زَيْدًا»، وَ «رَأَيْتُ رَأَيْتُ زَيْدًا»، وَ «نَعَمْ نَعَمْ»، «وَرَأَيْتُ أَسَدًا لَيْثًا»، فَهَذَا النَّوْعُ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ مَا يَجْرِي عَلَى التَّوْكِيدِ المَعْنَوِيِّ فِي جَوَازِ تَوْكِيدِ النَّكِرَةِ أَوْ عَدَمِهِ.
(بَابُ البَدَلِ)
(إِذَا أُبْدِلَ اسْمٌ مِنِ اسْمٍ، أَوْ) أُبْدِلَ (فِعْلٌ مِنْ فِعْلٍ: تَبِعَهُ فِي جَمِيعِ إِعْرَابِهِ) رَفْعًا وَنَصْبًا وَخَفْضًا وَجَزْمًا.
وَهُوَ البَدَلُ، وَالمُرَادُ بِهِ: التَّابِعُ المَقْصُودُ الَّذِي يَتَّجِهُ إِلَيْهِ المَعْنَى بِلَا حَرْفِ عَطْفٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَتْبُوعِهِ.
(وَهُوَ) أَيِ البَدَلُ (أَرْبَعَةُ أَقْسَامٍ): الأَوَّلُ: (بَدَلُ الشَّيْءِ مِنَ الشَّيْءِ، وَ) الثَّانِي: (بَدَلُ البَعْضِ مِنَ الكُلِّ، وَ) الثَّالِثُ: (بَدَلُ الاشْتِمَالِ، وَ) الرَّابِعُ: (بَدَلُ الغَلَطِ).
فَبَدَلُ الشَّيْءِ مِنَ الشَّيْءِ: أَيْ مُطَابِقٌ لَهُ، (نَحْوُ): «أَخُوكَ» فِي (قَوْلِكَ: «قَامَ زَيْدٌ أَخُوكَ»)، فَـ «أَخُوكَ» بَدَلٌ مِنْ «زَيْدٌ»، (وَ) بَدَلُ البَعْضِ مِنَ الكُلِّ: أَيْ جُزْءٌ مِنْهُ، نَحْوُ: «ثُلُثَهُ» فِي قَوْلِكَ: (أَكَلْتُ الرَّغِيفَ ثُلُثَهُ)، فَـ «ثُلُثَهُ» بَدَلٌ مِنَ «الرَّغِيفَ»، (وَ) بَدَلُ الاشْتِمَالِ: أَيْ مُتَعَلِّقٌ بِهِ وَلَيْسَ جُزْءً مِنْهُ، نَحْوُ: «عِلْمُهُ» فِي قَوْلِكَ: (نَفَعَنِي زَيْدٌ عِلْمُهُ)، فَـ «عِلْمُهُ» بَدَلٌ مِنْ «زَيْدٌ»، (وَ) بَدَلُ الغَلَطِ: نَحْوُ: «الفَرَسَ» فِي قَوْلِكَ: («رَأَيْتُ زَيْدًا الفَرَسَ»، أَرَدْتَ أَنْ تَقُولَ: «الفَرَسَ»، فغَلِطْتَ، فَأَبْدَلْتَ زَيْدًا مِنْهُ)، فَـ «الفَرَسَ» بَدَلٌ مِنْ «زَيْدًا».
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute