وَ «زَيْدٍ» فِي قَوْلِكَ: («قَامَ القَوْمُ خَلَا زَيْدًا») بِالنَّصْبِ , (وَ) «قَامَ القَوْمُ خَلَا (زَيْدٍ») بِالجَرِّ، (وَ) مِثْلُهُ: («عَدَا عَمْراً وَعَمْرٍو»، وَ «حَاشَا بَكْرًا وبَكرٍ»).
أَمَّا إِذَا اتَّصَلَتْ «مَا» بِـ «عَدَا» وَ «خَلَا» وَ «حَاشَا»، فَوَجَبَ النَّصْبُ، نَحْوُ: «قَامَ القَوْمُ مَا عَدَا زَيْدًا»، وَمِنْهُمْ مَنْ مَنَعَ اتِّصَالَ «مَا» بِـ «حَاشَا».
(بَابُ «لَا»)
(اِعْلَمْ أَنَّ «لَا») النَّافِيَةَ لِلْجِنْسِ (تَنْصِبُ النَّكِراتِ) لَا المَعَارِفَ (بِغَيْرِ تَنْوِينٍ)، وَذَلِكَ بِشَيْئَيْنِ: الأَوَّلُ: (إِذَا بَاشَرَتِ النَّكِرَةَ) أَيْ لَمْ يَفْصِلْ بَيْنَهُمَا شَيْءٌ، (وَ) الثَّانِي: إِذَا (لَمْ تَتَكَرَّرْ «لَا»، نَحْوُ: «لَا رَجُلَ فِي الدَّارِ»)، فَالنَّكِرَةُ «رَجُلَ» بَاشَرَتْ «لَا»، وَلَمْ تَتَكَرَّرْ «لَا».
وَيُرِيدُ المُصَنِّفُ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ إِلَّا النَّصْبُ فِي مِثْلِ هَذِهِ الحَالَةِ، أَيِ الإِعْمَالُ.
وَفِي قَوْلِ المُصَنِّفِ: «تَنْصِبُ النَّكِرَاتِ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ» أَحَدُ وَجْهَيْنِ ذَكَرَهُمَا أَهْلُ النَّحْوِ فِي هَذَا البَابِ: الأَوَّلُ: الإِعْرَابُ - وَهُوَ ظَاهِرُ كَلَامِهِ -، وَالثَّانِي: البِنَاءُ، وَمَحَلُّهُ النَّصْبُ.
(فَإِنْ لَمْ تُبَاشِرْهَا) أَيِ النَّكِرَةَ: (وَجَبَ الرَّفْعُ، وَوَجَبَ تَكْرَارُ «لَا»، نَحْوُ: «لَا فِي الدَّارِ رَجُلٌ وَلَا امْرَأَةٌ»)، فَـ «لَا» هُنَا لَمْ تُبَاشِرِ النَّكِرَةَ «رَجُلٌ»، فَوَجَبَ تَكْرَارُهَا.
(فَإِنْ) بَاشَرَتْ «لَا» النَّكِرَةَ وَ (تَكَرَّرَتْ «لَا»: جَازَ إِعْمَالُهَا) أَيْ بِالنَّصْبِ بِلَا تَنْوِينٍ، (وَ) جَازَ (إِلْغَاؤُهُا) أَيْ إِهْمَالُهَا بِالرَّفْعِ مَعَ التَّنْوِينِ، (فَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: «لَا رَجُلَ فِي الدَّارِ وَلَا امْرَأَةَ»، وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: «لَا رَجُلٌ فِي الدَّارِ وَلَا امْرَأَةٌ»).
وَالخُلَاصَةُ: أَنَّ: حُكْمَ المُبَاشَرَةِ دُونَ تَكْرَارٍ: الإِعْمَالُ فَقَطْ، وَحُكْمَ الفَصْلِ بَيْنَهُمَا: وُجُوبُ الإِلْغَاءِ مَعَ وُجُوبِ التَّكْرَارِ، وَحُكْمَ المُبَاشَرَةِ مَعَ التَّكْرَارِ: الإِعْمَالُ أَوِ الإِلْغَاءُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute